ما زالت أزمة كليات الطب والصيدلة بالمغرب تثير العديد من الردود، خصوصا بعد توقيف أساتذة جامعيين على خلفية الإضراب الذي نفذه الطلبة، حيث ندد التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بقرار وزارة التعليم العالي، مطالبا بالسحب الفوري "للقرارات الجائرة في حق زملائنا". وفي المقابل، أشاد التنسيق النقابي المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي بالدور الذي قام به الأساتذة على المستوى الوطني، "من خلال مبادرات الوساطة والمواكبة لمختلف المحطات من أجل التوصل إلى حلول لإنقاذ السنة الجامعية، عبر عقد اجتماعات نتا لطلبة، لقاءات مع المسؤولين، الوزارات، رئاسة الحكومة". ودعت الهيئة نفسها، في بلاغ صادر عنها عقب اجتماعها لتدارس المستجدات على مستوى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، إلى "التحلي بروح المسؤولية من أجل إنقاذ ما تبقى من السنة الجامعية، وعدم المخاطرة بالمنظومة برمتها وتغليب لغة الحوار". كما ناشد التنسيق القطاعي الطالبات والطلبة بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان من أجل "التحلي بالحكمة وبعد النظر، من أجل تجنب سنة بيضاء من خلال العمل على استدراج ما تبقى من السنة الجامعية والاستمرار في الحوار، حفاظا على مستقبل التكوين الطبي العمومي في البلاد". وعبّر الأساتذة عن "تفهمهم المطالب المشروعة للطلبة في كل ما يتعلق بالإصلاح البيداغوجي، واستعدادهم للانخراط بكل جهد بهدف الرفع من جودة التكوينات الطبية داخل الكليات العمومية بمساهمة جميع الأطراف المعنية"، معربين عن التزامهم باستمرار العمل على متابعة ومواكبة الملف إلى حين تحقيق جميع نقط الاتفاق، "علما أنها تتقاطع مع الملف المطلبي للأساتذة في كل ما يهدف تحسين المرفق العمومي"، يضيف المصدر نفسه. وشددت النقابة على أن ما يتعلق بمشكل الإقامة وعلاقة القطاع الخاص بالعام يستلزم "فتح هذا الورش والانخراط بجدية في متابعته والمساهمة فيه بشكل فعال كأساتذة معنيين مباشرة، علما أن هذا النقاش قد يستغرق شهورا من العمل"، معلنين استعدادهم "ليكونوا جزءا من الحل شريطة احترام الأستاذ كفاعل رئيسي في المنظومة لا يمكن تجاوزه". وتعيش كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، منذ مارس الماضي، على وقع احتجاجات ومقاطعة للدروس والامتحانات؛ وهو ما قد يؤدي إلى سنة بيضاء، وسط توقع بأن تلجأ تنسيقية الطلبة إلى مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية، خصوصا إذا ما فشلت الوساطات التي تتم هذه الأيام لحلحلة الملف.