لم يمض سوى أقل من أسبوع على الإعلان الرسمي لانطلاقة العمل وفق دفتر التحملات الجديد الخاص بقطاع النظافة، الذي شرع العمل به الثلاثاء الماضي، حتى خرج عمال شركات النظافة بجماعة الدارالبيضاء ليعلنوا خطوة تصعيدية، من شأنها أن تعقد الوضع وتزيد من الكارثة التي يشهدها القطاع بالعاصمة الاقتصادية. وعاد عمال النظافة، بعد الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي بين الشركتين اللتين حصلتا على صفقة التدبير والجماعة الحضرية، ليشهروا ورقة الاحتجاج في وجه المجلس والشركات والسلطات الولائية، عبر الدخول في إضراب يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. وأرجعت نقابة الاتحاد المغربي للشغل سبب هذا الإضراب إلى ما أسمته "التماطل وعدم التزام الجهات المسؤولة بفتح حوار ومفاوضات جادة حول الملف المطلبي لعمال ومسؤولي شركتي النظافة والعمال الجماعيين الموضوعين رهن إدارتهما، رغم التزام مسؤولي وعمال القطاع من خلال تدبير المرحلة الانتقالية بمسؤولية نظافة المدينة كمهمة وواجب وطني". وأكدت النقابة في بيان لها أن مسؤولي القطاع بالجماعة "لم يلتزموا بفتح حوار جاد ومسؤول حول الملف المطلبي لشغيلة القطاع، والتعاون على خلق مناخ اجتماعي سليم خدمة للمدينة وساكنتها"، معتبرة أن قرار "إرجاع العمال الجماعيين الموضوعين رهن إشارة شركتي النظافة إلى مقاطعاتهم بطريقة أحادية يعتبر إجهازا على حقوقهم ومكتسباتهم وتنكرا لما يقدمونه من خدمات وتضحيات جليلة لعشرات السنين بالقطاع". وطالب عمال النظافة بشركتي "أفيردا" و"ديرشبورغ" بتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والمهنية "بناء على الملف المطلبي للنقابة الموضوع رهن إشارة إدارة مجلس الجماعة ولدى شركة الدارالبيضاء البيئة وشركتي النظافة"، مستنكرين في الوقت نفسه ما أسموه "الخرق السافر للحق في الحريات وحق الانتماء النقابي، والطرد والمضايقات والتعسفية المتواصلة في حق مناضلي النقابة داخل شركة أفيردا". وسبق للهيئة النقابية التأكيد قبل أيام على كون الجماعة التزمت بصرف التعويض عن الساعات الإضافية وبطريقة رسمية، إذ تم إرسال مذكرة مصلحية إلى مختلف الأقسام والمصالح بالجماعة والمقاطعات التابعة لها من أجل التعجيل بصرفها قبل عيد الأضحى. كما التزم المجلس الجماعي، وفق المصدر نفسه، بتحسين الدخل والزيادة في الأجور والتعويضات العائلية وذلك قبل العيد، إلى جانب الالتزام بالمرسوم الوزاري المتعلق بتاريخ اجتياز مباريات الكفاءة المهنية، وتسوية ملفات الترقية لسنة 2018 قبل متم السنة الجارية. ووجدت الجماعة، أمام ضغط العمال، نفسها مضطرة إلى التأكيد على كونها ستعمل على تسوية الملفات المتعلقة بالتعويض عن الأعمال الشاقة والملوثة، مع وضع ملف العمال الجماعيين الموضوعين رهن إدارة شركات النظافة، ودفعها إلى تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والصحية. جدير بالذكر أنه جرى إعطاء انطلاقة عمل شركتي "أفيردا" و"ديرشبورغ" بالعقود الجديدة المتعلقة بالتدبير المفوض لمرفق النظافة الحضرية وتدبير النفايات المنزلية يوم الثلاثاء بمقر ولاية جهة الدارالبيضاءسطات.