وصفَ الوكيل العام لدى غرفة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا المتورّطين الرّئيسين في جريمة "شمهروش"، التي أودت بروح كل من السائحتين الإسكندينافيتين لويزا فيسترغر (24 عاما) ومارن أولاند (28 عاما)، ب"الوحوش الآدمية والذئاب المنفردة". وكشف ممثل النيابة العامة أنّ أفراد هذه المجموعة كانوا "يخطّطون لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب"، كما يضيفُ أنهم "انخرطوا في تنفيذ الأجندة التخريبية للتنظيم الإرهابي داعش من خلال استهداف القوات الأمنية والسياح ووحدات الدرك الملكي". والتمست النيابة العامة تنفيذ حكم الإعدام على المتهمين الثلاثة الذين تورّطوا في قتل السائحتين في منطقة إمليل جنوب المغرب، بينما طالبت بإدانة متهمين آخرين بعقوبات تتراوح بين المؤبد و10 سنوات. جنود البغدادي وأبرز الوكيل العام أن ما يسمّى ب"جنود" أبو بكر البغدادي اتّفقوا على استهداف مجموعة من الأشياء وليس الأجانب فقط، مشيراً إلى أنّ منطقة الحوز ستظلُّ رائعة، على الرغم من جهل الجاهلين وعلى الرغم من تلويثها بأياد غادرة تحولت إلى وحوش لجهلها بمقاصد الشريعة الإسلامية المبنية على التعايش والترحيب بالضّيف. وظهر المتّهمون الرئيسيون في المحكمة وهم يرتدون جلابيب صيفية خفيفة، حيث جلس عبد الصمد الجود (25 سنة) وهو زعيم الخلية وأميرها، إلى جانب يونس أوزياد (27 عاماً)، ورشيد أفاطي (33 سنة) في الصّف الأمامي للمكان المخصّص للمتهمين ال24، بينما ظهرَ السويسري كيفان زولير كرفوس، وهو يجلس إلى جانب مترجم ينقل له تفاصيل المحاكمة. استهداف الدّرك والسياح وقالت النيابة العامة، في عرضها أمام قاضي التحقيق، إن جريمة "شمهروش"، التي أودت بروح كل من السائحتين الإسكندينافيتين لويزا فيسترغر (24 عاما) ومارن أولاند (28 عاما)، "جريمة بشعة وبدوافع إرهابية". وعن تغييب الضّحايا، قال الوكيل العام إن "المغرب أصدرَ قانون حماية الضحايا من خلالِ إشْعارهم، وفي هذه الحالة تم إخطار السّفارات وعائلات الضحايا لمواكبة إجراءات البحث كطرف مدني". وأورد ممثل النيابة العامة إن "جناية تكوين عصابة إجرامية ثابتة في حقّ هؤلاء، وكانوا يهدفون إلى تهديد النظام العام واستهداف السياح الأجانب والمهرجانات ومعابد وشن هجوم على الدرك الملكي والسطو على الأبناك بمنطق الاستحلال". أما بالنسبة إلى المعتقل السويسري كيفان، الذي حضرت زوجته أطوار المحاكمة فيما غابتْ والدته، فقد بيّنت التحقيقات عن علاقته بعدد من المتطرفين في سويسرا والفلبين، وقد كان يشاهد فيديوهات تنظيم داعش المتطرف، كما يدعو إلى الالتحاق بهذا التنظيم المتطرف وببؤر التوتر في العراق وسوريا". الأمن العام كما أنّ جناية تكوين عصابة هي الأخرى ثابتة، حيث إنّ "الاتفاق ثابت بين عدة أشخاص، والهدف من تكوين هذه المجموعة هو ارتباك أفعال إرهابية وأنشطة تهدف إلى المسّ بالأمن العام وبث الرعب والخوف وسط الناس". وحسب اعترافات المتهمين، فقد تبيّن أنهم تلقوا تدريبات لارتباك أفعال إرهابية وتوفير الأسلحة والوسائل اللوجستيكية لاقتراف الجرائم والاختطاف والتمثيل بالجثث والمساس بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب وخلق الرعب". كما أنّ جناية الاعتداء العمد على الأشخاص والمشاركة والمساهمة في ذلك واردة هي الأخرى، حيث إن الأمر يتعلق بمتطرفين متشبعين بالفكر المتطرف الذي يكفر النظام الحاكم ومؤسساته ويؤمن بأن كل من لا يسير في توجهه دمه مستباح وهو كافر، وهو فكر يتخذ من العنف والترهيب تحت اسم الجهاد، وسيلة للتغيير. نتائج التشريح واستعرض الوكيل العام نتائج التشريح الطبي للضحية النرويجية، حيث كشف عن 7 جروح وكسرين على مستوى الرئة والضلع السابع على مستوى القفص الصدري، كما تم فصل الرأس عن الجسم. وقال المسؤول القضائي إن "أسباب وفاة الضحية تمثلت في تقطيع العمود الفقري العنقي، وقطع الأوردة الدموية والقصبة الهوائية، مع ضربات وجروح على مستوى العين، مع بتر كلي للرّأس، ونزيف على مستوى العمود الفقري". وقد اعترف المتهم عبد الصمد الجود ضمنيا أمام قاضي التحقيق بأنه فعلا "قام بتصفية السائحتين بمعية يونس أوزايد، حيث قاموا بمهاجمة الضحيتين ليلاً مدججين بالسلاح ووجهوا طعنات بالسكاكين على مستوى مناطق مختلف من الجسد"، كما أنّ "يونس أوزايد هو الذي قتل السائحة الثانية وخرج من الخيمة وبيده رأس الضحية". سبق وترصد أما بشأن جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتي يعاقب عليها القانون بالإعدام فهي ثابتة أيضاً، حيث إنّ الجناة قاموا بست محاولات فاشلة قبل تنفيذ الجريمة السابعة بعد عصر الأحد 16 دجنبر، حيث لاحظوا وجود سائحتين فقاموا بتعقب خطواتهما ولهم إصرار على تنفيذ الجريمة. وبخصوص الترّصد، فقد بدؤوا أولاً، بتقسيم الأدوار وبرمجة المنبه الهاتفي عند منتصف الليل وقاموا بنصْب خيمة على بعد 150 متراً عن مكان السائحتين". وقال الوكيل العام إن المتهم الخيالي، البالغ من العمر 33 عاماً، هو الذي "قدم الأسلحة للجناة الرئيسيين من أجل ارتكاب الجريمة الوحشية". تأجيل المحاكمة وقرّر قاضي التحقيق تأجيل متابعة الملف ومناقشته إلى جلسة 12 يوليوز المقبل، حتى يتسنى للدفاع إعداد ملفه. ويتابع في الملف 24 متهما بتهم تتعلق ب"تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أفعال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف".