التمس ممثل النيابة العامة، أول أمس الخميس، أمام غرفة الجنايات المتخصصة في قضايا الإرهاب في مدينة سلا، الإعدام لثلاثة متهمين والمؤبد لمتهم رابع، تراجع قبل تنفيذ الجريمة، في ملف قتل سائحتين اسكندنافيتين أواخر العام الماضي. كما التمس أيضا، في مرافعته، من هيئة المحكمة، إدانة متهمين آخرين بأحكام سجنية تتراوح مابين 10 و30 سنة سجنا نافذا. ووصف ممثل النيابة العامة المتهمين الأربعة الرئيسيين الذين أودوا بروح كل من السائحتين الإسكندينافيتين لويزا فيسترغر “24 عاما” ومارن أولاند “28 عاما”، ب”الوحوش الآدمية والذئاب المنفردة”، وبكونهم “دمويين”، وذكّر بتقارير التشريح الطبي على جثتي الضحيتين التي كشفت “مدى بشاعة الجريمة”، مضيفا أن “جميع التهم ثابتة في حق جميع المتهمين”، مشيرا إلى محاضر التحقيق معهم واعترافات بعضهم أمام المحكمة. وأوضح ممثل النيابة العامة، أن ما يسمّى ب”جنود” أبو بكر البغدادي اتّفقوا على استهداف مجموعة من الأشياء وليس الأجانب فقط، مشيراً إلى أنّ منطقة الحوز ستظلُّ رائعة، على الرغم من جهل الجاهلين وعلى الرغم من تلويثها بأياد غادرة تحولت إلى وحوش لجهلها بمقاصد الشريعة الإسلامية المبنية على التعايش والترحيب بالضّيف. وأكد أيضا أن “كل المتهمين، باستثناء ثلاثة، اعترفوا أثناء التحقيقات بوجود قدر كبير من التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية” داخل المغرب بعدما تعذر عليهم الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، وبكونهم “يوالون” هذا التنظيم ويحملون أفكاره المتطرفة. وفي معرض مرافعته، ذكر ممثل النيابة العامة، بأن المتهمين قرروا استهداف السياح الأجانب وكنيسة ومعبدا يهوديا في مراكش، العاصمة السياحية للمغرب، إضافة إلى موسم ديني يهودي يقام في مدينة الصويرة، ومهرجان كناوة لموسيقى العالم في هذه المدينة. وفيما يتعلق بالضحايا، قال ممثل النيابة العامة، إن “المغرب أصدر قانون حماية الضحايا من خلال إشعارهم، وفي هذه الحالة تم إخطار السفارات وعائلات الضحايا لمواكبة إجراءات البحث كطرف مدني”. وأورد ممثل النيابة العامة أن “جناية تكوين عصابة إجرامية ثابتة في حقّ هؤلاء، وكانوا يهدفون إلى تهديد النظام العام واستهداف السياح الأجانب والمهرجانات والمعابد، وشن هجوم على الدرك الملكي والسطو على الأبناك بمنطق الاستحلال”. أما بالنسبة إلى المعتقل السويسري كيفان، الذي حضرت زوجته أطوار المحاكمة فيما غابت والدته، فقد بينت التحقيقات عن علاقته بعدد من المتطرفين في سويسرا والفلبين، وقد كان يشاهد فيديوهات تنظيم داعش المتطرف، كما يدعو إلى الالتحاق بهذا التنظيم المتطرف وببؤر التوتر في العراق وسوريا. واستعرض ممثل النيابة العامة في مرافعته، نتائج التشريح الطبي للضحية النرويجية، حيث كشف عن 7 جروح وكسرين على مستوى الرئة والضلع السابع للقفص الصدري، كما تم فصل الرأس عن الجسم، مضيفا أن “أسباب وفاة الضحية تمثلت في تقطيع العمود الفقري العنقي، وقطع الأوردة الدموية والقصبة الهوائية، مع ضربات وجروح على مستوى العين، مع بتر كلي للرأس، ونزيف على مستوى العمود الفقري”. أما بشأن جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتي يعاقب عليها القانون بالإعدام فهي ثابتة أيضاً، حسب ممثل النيابة العامة، حيث إن المتهمين، قاموا في نظره، بست محاولات فاشلة قبل تنفيذ الجريمة السابعة بعد عصر الأحد 16 دجنبر، حيث لاحظوا وجود سائحتين فقاموا بتعقب خطواتهما ولهم إصرار على تنفيذ الجريمة. وبخصوص الترّصد، فقد بدؤوا أولاً، بتقسيم الأدوار وبرمجة المنبه الهاتفي عند منتصف الليل وقاموا بنصْب خيمة على بعد 150 متراً عن مكان السائحتين. وقال الوكيل العام إن المتهم، خيالي، البالغ من العمر 33 عاماً، هو الذي “قدم الأسلحة للجناة الرئيسيين من أجل ارتكاب الجريمة الوحشية”. هذا، وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما) ليل 16-17 ديسمبر 2018، في منطقة جبلية غير مأهولة في جنوب المغرب حيث كانتا تمضيان إجازة. وقد اعترف عبد الصمد الجود (25 عاما)، الذي يعتبر أمير الخيلة، ويونس أوزياد (27 عاما)، أمام المحكمة بذبح الضحيتين. كما اعترف رشيد أفاطي (33 عاما) بتصوير الجريمة، ليتناقل التسجيل المروع مؤيدو تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي. في المقابل، قال مرافقهم أثناء التحضير للجريمة عبد الرحيم خيالي (33 عاما) إنه تراجع قبل التنفيذ.