من المفيد التفات الجهات الوصية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.. ما يتوزع على مدن مغربية عتيقة ومعها مواقع تميزت بإشعاعها العلمي من خزانات علمية تاريخية هي بحق إحالات تؤكد على ما كانت عليه البلاد من فعل وتفاعل علمي وأثر وإغناء إنساني. وسواء من حيث إحداثها ومحتوياتها أو درجة العناية بها، كانت هذه المرافق بموقع خاص في تجارب الدول المتعاقبة على الحكم، ومظهراً من مظاهر استقرارها وازدهارها وإشعاعها؛ فضلا عما كانت عليه من رمزية تمدن وتميز عمارة وتنافس تشييد بين السلاطين منذ العصر الوسيط. وعليه فالخزانات العلمية التي تتوزع المجال المغربي بقدر ما هي شواهد معبرة عما طبع المجتمع وتحولاته، بقدر ما تعكس عمق ثقافة البلاد وعلمائها وأعلامها وإشعاعها عبر فترات تاريخية، على أساس ما هو كائن من إشارات حول تفاعلها العلمي منذ تأسيس الدولة المغربية. لتبقى عناية الباحثين برمزية هذه المعالم من خلال التعريف بها وبما كانت عليه من فكر وتلاقح.. هناك أهمية إبراز سياقات ومظاهر فعلِ وتفاعلِ علماء، كذا طبيعة علاقات جمعت بين علماء وسلطة ومجتمع. ولعل الحديث عن الخزانات العلمية هو إثارة لتاريخ المغرب الرمزي الثقافي، المجال الذي بقدر اتساعه وغنى تراكمه وإحالاته بقدر حاجته إلى مزيد من الالتفات من أجل وعاء بحث أكثر تراكماً. سياق يذكر فيه أحمد شوقي بنبين، في مؤلف متميز له حول "تاريخ الخزانات بالمغرب"، أن انفتاح وتكامل هذه الأخيرة حصل مع فترة بني مرين التي طبعها ازدهار علمي خاص، مع ما سُجل من فترات تراجع في ديناميتها عند نشأة دولة ونهاية أخرى، عِلماً أن الخزانات كباقي المؤسسات الأخرى كانت تتأثر بكل متغير عام في البلاد. مع أهمية الإشارة إلى أن الخزانة العلمية المغربية شهدت أوجها مع القرن الرابع عشر الميلادي، وارتبط انطلاقها بفترة ازدهار علمي سمحت بعلماء كبار وخزانات بجميع جهات البلاد، إن على مستوى جوامع أو مدارس وزوايا كانت بفضل كبير في حماية جزء هام من تراث البلاد اللامادي. إشارات حول خزانات المغرب العلمية التاريخية ارتأينا مهمة لتسليط بعض الضوء على واحدة من خزانات مدن المغرب العتيقة، ويتعلق الأمر بخزانة جامع تازة الأعظم المرينية ذات الرمزية الخاصة بالنسبة للمدينة، ما يظهر جلياً من خلال ثلاث علامات مفسرة.. أولا: أصالة وقدم التعمير وبالتالي إرث مادي علمي لازال قائماً شاهداً على العصر، يهم عدداً من المدارس التي جمعت في أدوارها بين المعرفة واستقبال وإقامة الطلبة ثم الدرس والاجتهاد. ثانيا: شبكة أضرحة علماء وأعلام تتوزع مجال المدينة العتيق ومحيط أسوارها وأرياف مجاورة أيضاً، ومن أضرحة هؤلاء العلماء من توجد بمدينة فاس بحكم ما طبع علاقة المدينتين من قرب وتواصل على عبر التاريخ، بل نجد أضرحة علماء تازيين بمدن مغاربية في الجزائر وتونس وليبيا وبعيدا حتى في مصر. ثالثا: هناك خزانة علمية برصيد وثائقي هام، سواده الأعظم ضاع مع الزمن لأسباب عدة ومتداخلة. خزانة بقدر ما هي عليه من رمزية تجاه ماضي المدينة العلمي بقدر ما تحتويه من وثائق ومخطوطات على درجة من الأهمية للنبش في ما كان عليه حال عِلمٍ وأحوال وتفاعل علماء. وإذا كان أكثر ما تم تداوله حول الموضوع اقتصر على كرونولوجيا ذات علاقة بأسر حاكمة وتجارب سياسية، فإن مساءلة محتوى ودور هذه المرافق في المعرفة والتكوين والإشعاع يبقى جديراً بالاهتمام، خاصة أن الخزانات العلمية كانت بأثر في ما عرفه المجتمع المغربي من تحولات، وشاهدة على نفوذ فكري طبع بعض مدن مغرب العصر الوسيط. ويتبين من خلال النصوص أن مغرب العصر الوسيط المريني كان يقوم مجالياً على ثمانية أقاليم كبرى، فإلى جانب مراكش وسجلماسة وسلا ومكناسوفاس ودرعة ودكالة كان هناك إقليمتازة. والثابت أن فترة حكم بني مرين كانت بعمارة هامة توجهت إلى تشييد مدارس لم تكن تقتصر على جهة دون أخرى، إلى درجة أننا نجد مدرسة أو اثنتين في كل مدينة من مدن المغرب آنذاك؛ وهذه المرافق التربوية والعلمية كانت توجد تحت عناية وإشراف سلطة الدولة. وقد تميز بنو مرين عن غيرهم ممن حكم المغرب من الأسر خلال هذه الفترة بما أولوه من عناية للعلم والعلماء، وما أحاطوا به المؤسسات العلمية من مكانة خاصة؛ وليس صدفة أن يؤلف على عهدهم أول تاريخ عام للبلاد "الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس" لابن ابي زرع، و"الذخيرة السنية" لمجهول و"روضة النسرين" للأمير إسماعيل ابن الأحمر، و"المسند الصحيح" لابن مرزوق، و"الحلل الموشية" لابن السماك. بل خلال هذه الفترة تم تدوين أشهر الرحلات المغربية كرحلة ابن بطوطة؛ وعليه فإن ما توجه به بنو مرين من رعاية العلوم والعلماء كان وراء نهضة عامة سمحت ببروز رجالات علم وفقهاء ومؤرخين وغيرهم. ومعروف أنه لما وصل بنو مرين إلى حكم البلاد أعادوا لها مذهبها الرسمي المالكي، وعملوا على توطيده وتقويته، وبمجرد إنهائهم تجربة الموحدين منتصف القرن الثالث عشر الميلادي استعادت فاس موقعها السياسي عندما تم اختيارها عاصمة لِما كان لها من امتداد فكري وروحي وعلمي. وما أحيطت به فاس من عناية مرينية كان بأثر على جوارها، وعليه بحكم قربها وتفاعلها التاريخي وموقعها شهدت تازة عناية خاصة خلال هذه الفترة. وإثر ما طبع فاس من أوراش عمرانية علمية ودينية توجه بنو مرين لإبراز أهمية باقي المدن لكسب تعاطف الرعية، وعليه أقدم ابو يعقوب يوسف بتوسيع جامع تازة الأعظم. وفي إطار العناية المرينية بتازة تم بها بناء سلسلة مرافق اجتماعية ودينية، جمعت بين مساجد ومدارس وزوايا وحمامات وفنادق وغيرها. وكانت المدينة وجهة لإقامة ملوكهم لبعض الوقت؛ بل خلال هذه الفترة اتسعت تازة لتظهر عامرة بمنشآت خاصة بعدما أحدث بها أبو يعقوب يوسف ما أحدث من عمارة دينية وسياسية رمزية، وما أغنى به أبو الحسن المريني وابنه أبو عنان المدينة من مدارس. ولعل وما أورده الحسن الوزان حول تازة هو بإشارات هامة عند اعترافه بمكانة المدينة العلمية، مشيرا إلى أنها تحتل الدرجة الثالثة في المملكة من حيث المكانة والحضارة، وأن بها جامعا أكبر من جامع فاس وثلاث مدارس. وتازة لم تكن فقط اسماً لمدينة، بل وجهة للتلقي ولحركية علماء وفقهاء ومتصوفة لفترات، وعليه فقد أنجبت رجال فكر وفقه وأدب وقراءات...كانت لهم مواقفهم في بناء المغرب والحفاظ على استقراره ونمائه ووحدته الروحية. وقد تميزت المدن المغربية العتيقة خلال هذه الفترة بتعدد منشآتها الفكرية، فإلى جانب المدارس والجوامع هناك الخزانات العلمية التي جمعت بين الوظيفة العلمية والدينية، إلى درجة أن من الدارسين من اعتبروا اختطاط وإحداث هذه الأخيرة كان عنواناً لدرجة تمدن وشاهداً من شواهد إشعاع علمي. ولعل الخزانات الموقوفة على الجوامع دليل على ازدهار الفكر ومعه الإقبال على المعرفة في مغرب بني مرين بشكل فاق زمن الموحدين. وكانت هذه الخزانات بأثر في ما شهدته فترة بني مرين من تراكمات شملت كل الاهتمامات الأدبية والعلمية مستمدة أهميتها ومركزها من عناية السلاطين بها؛ فضلا عما كانت تحتويه من ذخيرة كان لها دورها في ما عرفه مغرب العصر الوسيط من إشعاع. وخزانة تازة التي تم إنشاؤها لحفظ كتاب "الشفا" للقاضي عياض لا تقل أهمية عن مثيلاتها في باقي المناطق والمدن الأخرى، تلك التي لازالت قبلة لباحثين في التراث والتاريخ وباقي العلوم الإنسانية الأخرى، كما حال القرويين بفاس وتامكروت ومكناس وزرهون ووزان وتطوان ومراكش. وخزانة تازة المرينية واحدة من أقدم خزانات المغرب والغرب الإسلامي، والتي جعلت المدينة واحدة من مراكز المخطوطات التي كانت ولازالت قبلة للدارسين والباحثين. والمغرب يتوفر على ثلاث عشرة خزانة وقفية عتيقة، ثلاث منها أنشئت خلال زمن بني مرين، وواحدة بتازة، من جملة ما تحتوي عليه كتب تفسير وحديث وفقه وتاريخ وفلك ورياضيات وتصوف، فضلا عن وثائق ورسائل موحدية أصيلة في مجملها للمهدي بن تومرت، نشر البعض منها في كتاب "أعز ما يطلب". وجزء هام من الذخيرة التي كانت تحفظها هذه الخزانة ضاع مع الزمن لأسباب عدة ومتداخلة، حيث التلاشي والتلف الناتج عن التقادم والبرودة. وقد يكون حصل هذا أيضاً خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب، وقبلها منذ بداية التوغل الاستعماري في المنطقة. وقد تكون هذه الخزانة تعرضت لنزيف في محتوياتها من قِبل من كان مسؤولاً عنها، خوفا من ضياعها، أو من قِبل قوات استعمارية لجعل ذخيرتها رهن إشارة ضباطها الذين تعاقبوا على المنطقة. وقد ورد حول أحداث تازة الدامية التي عرفتها المدينة مطلع القرن الماضي، زمن حركة ما يعرف بالفقيه الزرهوني، أن الجيش غير النظامي عندما دخل المدينة لم تسلم من نهبه حتى كتب هذه الخزانة العلمية بالجامع الأعظم. وهناك حديث عن أن خزانة تازة المرينية كانت تتوفر على حوالي عشرة آلاف مجلد لم يتبق منها سوى حوالي سبعمائة مخطوط، في وضعية تجمع بين المبتور والمتلاشي والقابل للقراءة، وما يدل على غنى وتباين ذخيرتها كونها كانت تحتوي على إسطرلاب قد يكون ضاع خلال سنوات احتلال المدينة من قبل القوات الفرنسية. ولعل هذه الآلة الفلكية دليل على درجة العناية بهذا العلم محلياً، ما تتحدث عنه مخطوطات منها "ذكر آلات الإسطرلاب والأسماء الواقفة عليها"، و"روضة الأزهار في علم وقت الليل والنهار"، و"العمل في الإسطرلاب"، و"اليواقيت في المنتقى من علم المواقيت". ومن خلال الفهرسة التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومعها سابقاُ تلك التي أعدها محمد المنوني في سبعينيات القرن الماضي حول مخطوطات هذه الخزانة، تظهر جلية القيمة العلمية والمكانة الفكرية التي كانت توجد عليها تازة خلال فترة المرينيين؛ فإلى جانب كتب الفقه كانت العناية بعلوم الطب والحساب والفلك...مع أهمية الإشارة إلى غلبة مؤلفات ذات طابع ديني، ما يفسر كون هذه الخزانة كانت توجد بقلب الجامع المدينة الأعظم. وتشكل الخزانة العلمية المرينية بتازة واحدة من تحف البلاد والمنارات الإسلامية الأصيلة، التي تعود نشأتها إلى فترة ذهبية من تاريخ المدينة خلال العصر الوسيط. ولعل فضل إحداث هذه الخزانة يعود للسلطان المريني فارس المتوكل أواسط القرن الثامن الهجري. وخزانة تازة المرينية من المرافق الملحقة بجامع المدينة الأعظم من جهة القبلة، كانت ربما لفترة في بيت المواقيت أسفل الصومعة، والذي كان يستوعبها قبل مكانها الحالي المضاف حديثاً. ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه المعلمة العلمية كانت مصدر معرفة واجتهاد عدد من العلماء والفقهاء، كما الحال بالنسبة ل"لسان الدين بن الخطيب"، "ابن خلدون"، "الحسن الوزان"، "الونشريسي"، ثم "أبو القاسم الزياني" الذي كان واليا للسلطان محمد بن عبد الله على تازة، وواحداً من كتبته الأكفاء. ينضاف إلى هؤلاء "محمد الحسن الحجوي"، "المختار السوسي"، "محمد المنوني". وخلال العقود الأخيرة من الباحثين المغاربة والأجانب عدد كبير ممن قصد هذه المعلمة المغربية العلمية التراثية. ومن جملة ما يمكن تسجيله حول وثائقها ومحفوظاتها كونها خضعت لأسلوب وقف وتحبيس، ويشكل الفقه المادة الأكثر حضوراً، يليه الحديث ثم المصاحف. ومن الذين كان لهم الفضل في إغناء هذه المعلمة العلمية بالمؤلفات أبو فارس عبد العزيز المريني، وعبد الحق بن سعيد المريني الذي كان آخر ملوك بني مرين وأطولهم عهداً، فقد كان يحكم البلاد تحت وصاية النفوذ الوطاسي وهو لايزال صغير السن. نجد كذلك سلاطين علويين منهم: المولى الرشيد ومحمد بن عبد الله والخليفة علي بن عبد الله والمولى سليمان؛ ومن المؤرخين محمد بن على عجور التزاني، وعن المخزن مزيان بنعمر المكناسي وعزوز البرنوصي وعبد الله الزياني، ومن الناسخين للكتب نجد الماحي بن عبد الله البرنوصي، ومن نظار الأوقاف نجد ناظر أحباس تازة، ومن الخطباء نجد أحمد بن علي بن عيسى، ومن الطلبة نجد بردلة العامري، ومن التجار نجد الحسن بن احمد الصنهاجي؛ هذا فضلا عن قضاة كانوا مقيمين بتازة ونساء منهن فاطمة بنت الحاج عبد القادر الجزنائي، ومريم بنت خالد على احمد الهاشمي، ويطو بنت الشريف الهاشمي المراحي. ومن نماذج المخطوطات التي توجد بهذه الخزانة، نجد "شرح حزب البحر للشاذلي"، "النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية" لأحمد زروق دفين مصراتة. وللشيخ ابن يجبش مخطوط "إرشاد المسافر للربح الوافر"، وهناك كتاب "روض القرطاس" وهو مبتور لمؤلفه ابن أبي زرع. وللقاضي عياض نجد نسخاً من كتاب "الشفا في التعريف بحقوق المصطفى"، منها من يحتوي إشهاداً سلطانياً مرينياً بالتحبيس على جامع المدينة الأعظم. وللبوصري نجد مؤلف "البردة"، وهو في حالة رديئة بسبب التلاشي، وللونشريسي نجد مؤلف "إيضاح المسالك في قواعد الإمام أبي عبد الله مالك. وتشهد المصادر التاريخية ومعها مراجع على قدر كبير من القيمة العلمية على ما بلغته تازة من إشعاع فكري زمن بني مرين . والحديث عن العمارة العلمية والتربوية كما الخزانة المرينية بتازة هذا إرث رمزي مادي ولا مادي وهوية وذاكرة.. إرث يشهد على معارف وتحولات وأنماط حياة عبر الزمن. وبما أن تراثنا بمثابة مستودع يختزن علامات وتجارب السلف، فهو جدير بالاهتمام والدراسة والاستثمار لبناء ثقافة حديثة تجعل من سابقها شجرة ممتدة تجاه الآن والنحن والقادم من الزمن والإنسان. والحديث عن التراث بقدر تشعبه بقدر تتباين الرأي حوله، ما يحتاج إلى انفتاح عليه عبر دراسات علمية أكثر عمقاً وشمولية، باعتباره جزءا من حضارة وثقافة وإنسانية وحلقة من حلقات تاريخ الإنسان. تبقى أهمية الإشارة إلى ما توجد عليه ذخيرة مخطوطات ووثائق الخزانة المرينية السلطانية بتازة من وضع صعب وتلاش وتآكل لأسباب عدة منها ما هو طبيعي يعرفه أهل الشأن المتخصصين في هذا المجال، ومنها ما هو بشري بخص عمل تدبير خدمات وترتيب وحماية وغيرها. ونعتقد أنه من المفيد التفات الجهات الوصية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المعلمة قبل فوات الأوان، ويصبح كل شيء في خبر كان، فشروط حفظ مخطوطاتها باتت شبه منعدمة لقلة التهوية وغياب المعالجة والترميم وغيرها من سبل حماية وحفظ مثل هذه المكونات التراثية ذات الرمزية العالية. وبات من المفيد رقمنة وتصوير ذخيرة خزانة جامع تازة الأعظم السلطانية أو على الأقل المهم فيها والنادر من الوثائق والمخطوط، وفق ما تم العمل به في جهات أخرى حفظاً لهذا الإرث الوطني وتسهيلا لاستثماره من قِبل الباحثين والدارسين. ونعتقد أن المناسب لخزانة جامع تازة الأعظم العتيقة المرينية في إطار إنقاذها ورد الاعتبار لها وانفتاحها أكثر هو نقلها من مكانها الحالي إلى بناية مقابلة لباب الجامع الأعظم، والتي كانت إقامة لطلبة هذا الجامع على عهد السلطان محمد بن عبد الله. ولعل هذه العملية لا يمكن أن تتم دون ترميم شامل لهذه البناية التاريخية، والتي لم يبق منها سوى أسوار محيطة مثبتة بأعمدة لولاها لكانت انهارت منذ سنوات. *باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس