طالبت جمعية الكتبيين بالرباط وزارةَ التربية الوطنية بالتراجع عن قرار تغيير المقررات الدراسية المزمع تفعيله في الدخول المدرسي الجديد، بداعي أن هذا القرار سيكبّد الكتبيين خسائر مالية فادحة، بسبب توفرهم على مخزون من الكتب تبقّى من السنة الماضية. الحسن المعتصم، رئيس جمعية الكتبيين بسلا، قال في تصريحات صحافية على هامش ندوة نظمتها جمعية الكتبيين بالرباط، مساء الجمعة، بحضور جمعيات وطنية وجهوية، إن "هناك من الكتبيين من بقيت له ثلاثون مليون سنتيم من الكتب، ويرتفع الرقم بالنسبة للبائعين بالجملة إلى ثمانين وتسعين مليونا". ويطالب الكتبيون الوزارة الوصية على قطاع التعليم بأن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى، وتؤجّل استبدال كتب المقرر الدراسي سنة أخرى، حتى يتمكنوا من تصفية ما بحوزتهم من مخزون الكتب، أو تعويضهم عن الخسائر المادية التي سيتكبدونها. واعتبر الحسن المعتصم أن الكتبيين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي بسبب القرار المفاجئ لوزارة التربية الوطنية تغيير المقرر الدراسي ابتداء من الموسم المقبل، قائلا: "ماذا سنفعل بالكتب التي تبقّت لنا؟ حتى إذا أردنا أن نحرقها يجب علينا الحصول على ترخيص من مصالح وزارة البيئة"، مضيفا: "يجب على الوزارة أن تتراجع عن قرارها أو تعوّضنا عن الخسائر المالية الكبيرة التي سنتكبدها". وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أصدرت، شهر ماي الماضي، صيغة جديدة محيّنة للمنهاج الدراسي الخاص بالسلك الابتدائي للمستويات الأول والثاني والثالث والرابع، وسيتم تطبيقه برسم الموسم الدراسي المقبل 2019-2020. وعللت الوزارة قرار إقدامها على تغيير المنهاج الدراسي بكونه يأتي تفعيلا للمهام المنوطة بالمدرسة الوطنية الجديدة، كي تستجيب لحاجيات المجتمع المغربي، وتنفيذا للتوجهات المحددة في الرؤية الإستراتيجية لمنظومة التربية الوطنية 2015-2020. وجُوبه تغيير المنهاج الدراسي برفض الكتبيين، الذين يطالبون بتأجيل هذا التغيير المقرر إلى حين "تصفية" مخزون الكتب المدرجة ضمن المقرر الحالي، أو إلزام الناشرين باستبدالها بكتب جديدة دون مقابل، أو أن تقدم الوزارة تعويضا لهم. ووجه رؤساء تنسيقية الجمعيات المحلية للكتبيين بالرباط، في الندوة المنظمة تحت شعار "الكتبي وإشكالية متغيرات المناهج الدراسية"، انتقادات إلى وزارة التربية الوطنية، إذ اعتبروا أن "أخطر المشاكل التي يواجهونها حاليا هي التغيير المتكرر والتنقيح المتتالي للمنهاج الدراسي منذ سنة 2016". وقال رئيس جمعية الكتبيين بالرباط إن "الكتبيين ليسوا ضد تغير المناهج الدراسية، لأنه يعطي دفعة جديدة لتطوير المنظومة التعليمية، ولكنهم ضدّ الطريقة المفاجئة التي يتم بها، وهو ما يكلف الكتبيين ملايير السنتيمات".