يسدل الستار غدا على فعاليات النسخة الأولى لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم بمواجهة مثيرة بين المنتخبين البرتغالي والهولندي في نهائي البطولة على أرضية ملعب "الدراجاو" بمدينة بورتو البرتغالية. وفيما يصطدم الفريقان غدا، ستجتذب المواجهة بين اثنين من أبرز لاعبي الفريقين معظم الاهتمام في هذه المباراة، حيث يشهد اللقاء المواجهة بين أيقونتين قد تساهم كل منهما بشكل كبير في تحديد نتيجة المباراة. وتتركز الأضواء خلال مباراة الغد على المواجهة المثيرة بين القاطرة البرتغالية التي لا تتوقف كريستيانو رونالدو والعقبة الهولندية التي لا تتزحزح فيرجيل فان دايك. وفيما يتصارع الفريقان على لقب النسخة الأولى من هذه البطولة ، سيتركز معظم الاهتمام على المواجهة المثيرة بين اثنين من أفضل لاعبي العالم رغم محاولات فان دايك للتقليل من أهمية هذه المواجهة الخاصة. وقال فان دايك ، بعد الفوز على المنتخب الإنجليزي بثلاثة أهداف واحد، أمس الأول الخميس في المربع الذهبي للبطولة، "نحن لا نواجه كريستيانو رونالدو فقط... سنواجه المنتخب البرتغالي المدهش". واتفق رونالد كومان المدير الفني للمنتخب الهولندي مع لاعبه مشيرا إلى أن الاستحواذ على الكرة سيكون السبيل الأفضل أمام الدفاع الهولندي في التصدي لرونالدو. وأوضح : "ليست معركة بين لاعبين اثنين وإنما مواجهة بين المنتخبين البرتغالي والهولندي... نعلم أنه من الصعب أحيانا أن تدافع بشكل جيد أمام كريستيانو رونالدو". وأضاف : "أعتقد أن أفضل شيء هو الحفاظ على الكرة والاستحواذ عليها بشكل جيد ، لأننا عندما نستحوذ على الكرة لن يستطيع رونالدو أن يفعل شيئا في الهجوم". وقدم فان دايك مستواه المبهر مجددا خلال المباراة أمام المنتخب الإنجليزي أمس الأول في مدينة جيمارايش حيث نجح في التصدي لماركوس راشفورد ورحيم ستيرلنج وجيدون سانشو وكذلك لهاري كين علما بأنها كانت المواجهة الثانية له أمام هاري كين في غضون أيام. وكانت المواجهة الأولى عندما التقى ليفربول الذي يلعب له فان دايك مع توتنهام الذي يقود كين هجومه في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت الماضي. وذكرت "أوبتا" للإحصائيات أنه ما من لاعب نجح في اجتياز فان دايك خلال 64 مباراة قبل دوري أمم أوروبا. ويتميز فان دايك بالقوة والسرعة وإجادة التعامل مع الكرات العالية والتعامل مع الكرة بهدوء ما يجعله مدافعا متكاملا. وقال كومان : "فان دايك يستحق جائزة الكرة الذهبية" فيما قلل فان دايك نفسه من هذه الترشيحات حيث أوضح قبل الفوز مع ليفربول على توتنهام في نهائي دوري الأبطال أن الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني هو المرشح الأقوى للفوز بالجائزة. وكان الإيطالي فابيو كانافارو هو آخر مدافع فاز بهذه الجئزة وكان هذا في 2006 . والآن ، لن تكون المواجهة بين فان دايك وميسي وإنما سيواجه المدافع الهولندي العملاق منافسا آخر هو رونالدو. وإذا واصل المنتخب البرتغالي الاعتماد على طريقة اللعب 4 / 4 / 2 ، التي فاز بها على نظيره السويسري في المربع الذهبي لدوري الأمم ، ستكون المواجهة بين الفريقين غدا في غاية الإثارة حتى صفارة النهاية. وربما لم يعد رونالدو /34 عاما/ بنفس المستوى الرائع الذي كان عليه قبل سنوات لكنه يتطلع بشغف كبير لمباراة الغد خاصة وأن الإصابة أخرجته مبكرا من المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا عندما فاز فريقه على المنتخب الفرنسي صاحب الأرض وتوج بلقبه الأول في البطولات الكبيرة. وقدم رونالدو دليلا دامغا على أنه ما زال قادرا على قيادة الفريق للانتصارات وترك بصمة جيدة حيث سجل اللاعب الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي فاز بها الفريق، بثلاثة مقابل واحد، على نظيره السويسري في الدور قبل النهاية يوم الأربعاء الماضي. وعلق فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي على هذا واصفا رونالدو بأنه "عبقرية كروية" فيما قال زميله لاعب خط الوسط برناردو سيلفا : "اعتدنا على هذا الأمر. فعل هذا لسنوات طويلة ولم يعد هذا مفاجأة لأي أحد". ويأمل رونالدو في قيادة الفريق للقب أوروبي ثمين على ملعب الفريق ليمحو به آثار الهزيمة أمام المنتخب اليوناني في نهائي يورو 2004 بالعاصمة لشبونة. كما سيشعر المنتخب الهولندي بعبء التاريخ على كاهله حيث يعود تتويج الفريق بلقبه الوحيد في البطولات الكبيرة إلى يورو 1988 عندما كان كومان لاعبا في صفوف الفريق ونجح مع زملائه ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد في الفوز باللقب الغالي. وإذا حقق المنتخب الهولندي الفوز غدا ، ستصبح أسماء فان دايك وماتياس دي ليخت وفرانكي دي يونج في العاصمة الهولندية أمستردام بنفس القوة التي حظيت بها أسماء جيل 1988 . *د ب أ