يبذل شباب اللجنة التنظيمية الساهرة على تنظيم مصلى حي كريمة، الواقع في مقاطعة تبريكت بمدينة سلا، والذي يُعد أكبر مصلى تؤدى فيه صلاة العيد بالمغرب؛ لكن الأعداد الكبيرة من الوافدين عليه تجعل مسألة التنظيم في أحيان خارج السيطرة. مصلى حي كريمة عاش، صباح اليوم، على وقع الفوضى، خاصة في الجزء الخلفي منه، بسبب إقامة دكاكين عشوائية صُنعت من القصدير، لفائدة تجار المتلاشيات الذين كانوا يزاولون نشاطهم في سوق ساعة، الذي يخضع لإعادة الهيكلة. الدكاكين العشوائية، التي نبتت في المكان الذي كان يُخصص عادة للنساء بمصلى حي كريمة، ضيّقت مساحة المُصلى، وجعلت صفوف الرجال ملاصقة لصفوف النساء؛ بل إن النساء اختلطن بالرجال في أحد أركان المصلى أثناء الاستماع إلى خطبة العيد. المثير في الموضوع هو أن نسبة كبيرة من النساء أدّين الصلاة وسط الممرات التي تفصل بين الدكاكين العشوائية التي نصبت في مصلى حي كريمة، معرّضات سلامتهن للخطر؛ ذلك أن هذه الدكاكين بُنيت بشكل عشوائي، وتشكل خطرا على سلامة المصليات. وخلف تحويل جزء من مصلى حي كريمة غضب عدد من سكان مقاطعة تبريكت، حيث كتب رشيد تعليقا في موقع "فيسبوك"، اعتبر فيه أن المصلى المذكور "لم يعد صالحا، بعدما تم استنبات الدكاكين القصديرية هناك". من جهتها، كتبت سارة: "فضيحة كبيرة في صلاة العيد بأكبر مقاطعات سلا. المصلى الوحيد في تبريكت تم تحويله إلى سوق أعتقد. ومع ذلك تقرر أن تقام فيه صلاة العيد. الناس يصلون في هذه الدكاكين المبنية بالقصدير. الأرض كلها حجر حاد وغير مهيأة لتقام عليها الصلاة". ويبدو أن صعوبة التنظيم، التي تكتنف أداء صلاة العيد في مصلى حي كريمة، أصبحت تؤرق حتى مسؤولي مدبّري الشأن المحلي بمدينة سلا؛ فقد استغرب عبد اللطيف سودو، نائب عمدة المدينة، تخصيص مصلّى وحيدة لإقامة صلاة العيد بمقاطعة تبريكت، وهي أكبر مقاطعات مدينة سلا. وكتب سودو، في تدوينة على صفحته في "فيسبوك" تعليقا على لائحة مصليات عيد الفطر بعمالة سلا التي نشرتها المديرية الإقليمية للشؤون الإسلامية: "ألم يكن بإمكان المندوبية اختيار مصلى للتراويح بحي الانبعاث كمصلّى ثانية لأداء صلاة العيد لكل من مقاطعة تبريكت ومقاطعة بطانة". ويظهر جليّا أن ثمة حاجة إلى إعادة النظر في خريطة مصليات العيد بمدينة سلا، بتهيئة مصليات جديدة لتخفيف الاكتظاظ عن مصلى كريمة، الذي أضحى عشرات المصلين يغادرونه مباشرة بعد الصلاة دون انتظار الاستماع إلى الخطبة، تفاديا لازدحام المغادرة. من جهة ثانية، خصص خطيب صلاة العيد بمصلى حي كريمة حيزا من خطبته للجانب للتربوي، وركز بالأساس على فئة الشباب، الذين عزا الانحراف المستشري في صفوفهم، من قبيل تعاطي المخدرات واقتراف الجريمة، إلى البعد عن الدين وتقصير الآباء والأمهات في تربية أبنائهم وعدم قيام مؤسسات التربية بالدور المنوط بها. وقال الخطيب: "ما وصل هؤلاء الشباب إلى هذه المواصل إلا لأنهم تركوا طريق المسجد. لم يعرفوا إلى المسجد طريقا، ولم يعرفهم آباؤهم إلى الطريق المساجد، وتركوا تلاوة القرآن وحلقات العلم وابتلوا بحلقات الخبائث". وربط خطيب مصلى حي كريمة بين انحراف الشباب وإدمانهم على "المجلات الخليعة، والفضائيات الفاتنة التي أظهرت المرأة المسلمة وغيرها معبودا، فافتتن بها الشباب، وزنت أبصارهم قبل فروجهم، فجعلوا الصورة الخليعة معبودهم، فأخذهم الهوى وأصابهم الوله، لأن قلوبهم لم تمتلئ بذكر الله".