لم يُكتب للمصلين الذين حجّوا إلى المصلى الكبير في حي كريمة بمدينة سلا أن يستمعوا إلى خطبة صلاة عيد الفطر، صباح اليوم، بسبب عطل أصاب مكبرات الصوت الكبيرة المبثوثة في عدد من النقط بالمصلى. وتمكّن فقط المصلون الذين كانوا في الصفوف الأمامية من سماع صوت الإمام أثناء أداء ركعتي صلاة العيد، لتعطل جميع مكبرات الصوت عدا المكبر المبثوث جوار المِحْراب. وبعد الصلاة، انصرف أغلب المصلين لعدم سماع ما يقول الخطيب. وخلّف تعطّل مكبرات الصوت في مصلى حي كريمة، الذي يحج إليه آلاف المصلين في عيدي الفطر والأضحى، استياء كبيرا في صفوف المصلين الذين حُرموا من سماع خطبة العيد محمّلين المسؤولين للجنة المنظمة. "كون كان شي مهرجان ديال الغنا ما يوقعش بحال هادشي"، يقول أحد المصلين، وتقول سيدة أخرى متحدثة إلى رفيقتها: "مهرجان موازين كنسمعوه من ديورنا، والمصلى ما وفرولوش لبواق"، قبل أن تستدرك: "الصلاة ديالنا موحالش واش دايزة حيت ما سمعناش الخطبة". أحد الشباب من اللجنة المشرفة على تنظيم سيْر أداء صلاة العيد بمصلى حي كريمة قال إن اللجنة ليست مسؤولة عن تعطل مكبرات الصوت، كما نأى بالمسؤولية عن اللجنة التقنية، التي قال إنها قامت بعملها على أكمل وجه، مشيرا إلى أن مكبرات الصوت تم تجريبها، وكانت مشغلة، قبل أن تتعطل بشكل مفاجئ قبل بدء صلاة العيد. وفيما كان الخطيب يلقي الخطبة، شهد أحد مخارج المصلى ملاسنات حادة بين ثلاثة شباب من اللجنة المنظمة وعدد من المصلين، بعد تحميل هؤلاء مسؤولية تعطل مكبرات الصوت للجنة المنظمة، ولم يتمالك أحد الشبان الثلاثة نفسه وانتفض في وجه سيدة قائلا وهو يلوّح بيديه: "حنا را يوماين ماكنعسوش وتجي انت تقولي ما درناش خدمتنا". من جهة ثانية، عرف مصلى حي كريمة ارتباكا كبيرا في عملية التنظيم، خاصة وأن آلاف المصلين غادروا المصلى، وهو عبارة ساحة متربة، مباشرة بعد الصلاة دون انتظار الخطبة لعدم سماعها؛ ما أدى إلى اختناق مخارج المصلى، وحدوث اختلاط بين النساء والرجال. وخصص خطيب صلاة العيد الجزء الثاني من الخطبة لتوجيه انتقادات إلى العلماء، قائلا إنّ تواريهم واعتزالهم أدى إلى ترك الساحة فارغة أمام "الجهات التي تسعى إلى تحييد الشباب عن الطريق المستقيم"، داعيا إياهم والمسؤولين عن تدبير الشأن العام إلى تحمل مسؤولية إصلاح الشباب. كما دعا الشباب إلى "العودة إلى الإسلام والعيش في كنف هذا الدين العظيم"، وأردف مخاطبا إياهم: "اجعلوا الدين يملأ قلوبكم، وحياتكم، واجعلوا الدين أهم قضية في حياتكم"، داعيا أيضا إلى الابتعاد عن الغلو، قائلا: "اعرفوا كيف تقدمون هذا الدين العظيم للناس، واختاروا الوسائل النظيفة لهذا الغرض". وختم إمام صلاة العيد بسلا خطبته بتوجيه رسالة إلى النساء، قائلا: "المرأة هي أهم ما في المجتمع، بل أهم ما في الأمّة، إذا تمسكّت بدينها. فعليك أيتها الأخت المسلمة أن تتمسكي بدينك، واجعليه من أولى أولوياتك، واجعليه نبراس تربية أبنائك". من جهة ثانية، شهد مصلى حي كريمة بسلا، إسلام سيدة أجنبية، لقنها الإمام الشهادتين، وعلق على دخولها الإسلام بالقول: "غير المسلمين يعتنقون الإسلام وأبناؤنا يخرجون منه".