تحولت المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء، خلال هذه الأيام التي تسبق مناسبة عيد الفطر، إلى قبلة للعديد من المواطنين الراغبين في قضاء هذه الشعيرة الدينية رفقة أسرهم في مدن أخرى، الأمر الذي جعل المحطة تشهد مظاهر الفوضى والاكتظاظ كالعادة. وبالرغم من أن حركة المسافرين اليوم الثلاثاء وأمس الاثنين كانت قليلة، إلا أن المحطة شهدت في الأيام السابقة، خصوصا مع نهاية الأسبوع، حركيّة كبيرة وازدحاما من طرف الباحثين عن حافلات لنقلهم صوب وجهاتهم لزيارة أقاربهم وصلة الرحم معهم في هذه المناسبة الدينية. وعرفت أسعار تذاكر السفر بهذه المناسبة زيادة ملحوظة، خصوصا في بعض الخطوط، ورغم الشكوى والتذمر منها، إلا أن المسافرين رضخوا للأمر الواقع مضطرين. مقابل ذلك، يرى المهنيون في القطاع أن عدد الزبناء هذه السنة انخفض مقارنة مع السنوات السابقة، وأرجعوا ذلك إلى كون عادات المغاربة تغيرت، إلى جانب لجوء عدد من المسافرين إلى كراء السيارات لتفادي الازدحام ومشاكل السفر عبر الحافلات. وما تزال أكبر محطة طرقية بالمملكة تغط في عشوائية التسيير، ناهيك على تفشي ظاهرة "الكورتية" وتعرض البعض من المسافرين للنصب والاحتيال، كأن يؤدون أثمنة للسفر عبر حافلات جيدة ليجدوا أنفسهم على متن حافلات أقل جودة، أو أن يتسلموا تذاكر لا تخص وجهتهم. وتتحول محطة أولاد زيان، المتواجدة بدرب الكبير، في مثل هذه المناسبة إلى "بقرة حلوب"، حيث يكثر الوسطاء الذين يستفيدون من غياب المراقبة من لدن السلطات المختصة، وانتشار السرقة وبيع المأكولات غير المرخصة التي تؤثر على السلامة الصحية للمسافرين. وبالرغم من حديث مجلس مدينة الدارالبيضاء عن تأهيله لهذا المرفق العمومي، بعد تفويت تدبيره إلى شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للنقل"، إلا أن المحطة الطرقية ما تزال تعرف فوضى في التسيير وانتشار بعض الظواهر السلبية. وسبق أن قام أعضاء بمجلس المدينة، رفقة العمدة عبد العزيز العماري، بزيارة إلى المحطة سالفة الذكر، ووقفوا على مجموعة من الاختلالات العميقة التي تجعل من هذه المؤسسة "خارج التغطية"، ما جعلهم يفوتون في دورة جماعية تدبيرها إلى شركة التنمية المحلية.