"بنكيران هو بنكيران"، هكذا كانت (توشوش) مجموعة من أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وهي تتناول كؤوس الشاي والقهوة والعصير، عقب انتهاء جلسة افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بفضاء المركز الوطني مولاي رشيد للرياضة بمدينة سلا، بعدما انتزع رئيس الحكومة المعين، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لأكثر من مرة تصفيقات وضحكات الحاضرين صباح يوم السبت 17 دجنبر الجاري. وبدأ بنكيران، قفشاته التي لا تنتهي، عندما وصل على الساعة الحادية عشرة صباحا، ولم يجد مقعدا له بالمنصة، فخاطب رئيس المجلس الوطني سعد الدين العثماني " لْقا ليا بْلاصة، ونطلع". وليست هذه هي "الشدة" الأولى في رئيس برلمان الحزب، بل استمر "يُقشب" عليه، طيلة حديثه إلى أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ومنها طلبه تصحيح أخطائه الفقهية، عند حديثه عن خصوم الحزب، كونه لم يجد في القرآن أو السنة النبوية ما يدعو المسلمين إلى اتخاذ الآخرين أعداء لهم، والتفت إلى العثماني قائلا " أنا لست متضلعا في الدين، ولا في أي شيء آخر، ولَفْقيه يصحح ليا إذا أخطأت". كما نالت قفشات بنكيران من لحسن الداودي، ومن المقرئ أبي زيد، عندما قال للأول "أصبحت أمينا عاما للحزب، سنة 2008 بعدما فشلت محاولات الداودي"، فرد عليه الداودي مازحا " لم أفشل بعد"، وخاطب بنكيران أبي زيد المقرئ " آسيدي راك جيتي معندي منسالك". ولم تسلم الصحافة من "قفشات" بنكيران، بما في ذلك صحيفة (التجديد)، المُقربة إليه، التي عاتبها على نشر لقائه بوفد قطري، وحديثها عن مشروع بنك إسلامي". يقول بنكيران " أنا الآن رئيس حكومة معين فقط أجري مشاورات لتشكيل الحكومة، لم أبدأ في مباشرة أعمالي، لأن ذلك يتطلب تسليما للسلط ، وتنصيبا في البرلمان"، منتقدا الصحافة التي قال بأنها تنسب إليه ما لم يقله، وتنشر أخبارا عارية من الصحة. وجدد تأكيده بأن لقائه بالملك عند تعيينه، بمدينة ميدلت، لا يحمل أي تأويل وفق ما شرح له الملك بنفسه، مضيفا بأنه مستعد لتلبية دعوة الملك في أي مكان. وفي نفس السياق، رفض بنكيران الكشف عما دار بينه وبين الملك، واعدا بالبوح بها في مناسبات قادمة، قبل أن يضيف بأنه اعترف للملك بأن من طبعه الاشتغال دون قدرة على "الحضيان" ، فقال له الملك "اعقلها وتوكل". واستعرض بنكيران لقاءاته بأحزاب الأغلبية، وبأحزاب عبرت عن مساندتها لحكومته، وأيضا لقاءه بجماعة الدعوة والتبليغ والسلفيين، والبوتشيشيين، معلنا بأنه سيلتقي مساء يوم السبت 17 دجنبر الجاري بمقر حزبه، بممثلين عن حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، ما أثار استغراب الحاضرين من هذا الأخير الذي سبق أن صرح زعيم الحزب الإسلامي بأنه خط أحمر في تحالفات العدالة والتنمية، غير أن حديثه عن كون حزب المصباح ليس له أعداء، وبأنه مستعد لمد يده لمن يمدها، إشارة دالة على نهاية معركة ال(بي جي دي) و(البام) التي أسالت الكثير من المداد، لقد وضعت حرب داحس والغبراء أوزارها، يقول عضو ببرلمان حزب المصباح، لهسبريس.