يحرص آلاف البيضاويين على التوجه إلى مساجد العاصمة الاقتصادية لأداء صلاة العشاء والتراويح إحياء لليلة القدر، التي تصادف ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان. وسهرت عناصر الأمن والسلطات المحلية على تنظيم حركة مرور السيارات بالمناطق المحيطة بالمساجد، التي سجلت إقبالا قياسيا من حيث المصلين في الساعات الثلاث الأولى التي أعقبت أذان صلاة العشاء. وسجلت أعلى نسب الإقبال في مسجد الحسن الثاني، الذي استقبل آلاف المصلين كعادته كل سنة، حيث وضع برنامج تضمن ختم القرآن الكريم والأذكار. بينما استغل مصلون باحة المسجد لأخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى، أو تناول وجبة السحور مبكرا للالتحاق بركب المصلين واستكمال صلاة التراويح. وغير بعيد عن مسجد الحسن الثاني، اصطفت مئات السيارات في محيط مسجد "آل سعود"، بكورنيش مدينة الدارالبيضاء، الذي استقطب أعدادا قياسية من المصلين. الأحياء الشعبية في مناطق الألفة ودرب السلطان وعين الشق وسباتة احتضنت أجواء وتقاليد مميزة، تعكس خصوصية التضامن الاجتماعي للساكنة، وحرصها على الاحتفاء بليلة القدر بشكل خاص، يتكرر كل سنة. فبمجرد رفع أذان صلاة العشاء، شرعت عشرات الأسر في إرسال وجبات الكسكس إلى المصلين، لتناولها بعد انتهاء الشطر الأول من صلاة التراويح، وسط فرحة الأطفال، الذين ارتدوا الزي التقليدي المغربي وجلسوا في انتظار الضوء الأخضر للمشاركة في "الوليمة". تلك التقاليد يقول مجموعة من المصلين إنهم توارثوها أبا عن جد، وهي تعكس الوجه المتميز لتقاليد المغاربة، وحرصهم على استغلال المناسبات الدينية للبرهنة على تجذر روح التضامن والكرم التي تميزهم.