بعد ظاهرة الغياب المتكرر، يواجه مجلس النواب ظاهرة أخرى تتمثل في عدم احترام البرلمانيات والبرلمانيين للضوابط القانونية المتعلقة بالهندام، والتي تُوجب ارتداء لباس لائق بالمؤسسة التشريعية لضمان احترامها وهيبتها. وكان هذا الإخلال ظاهراً خلال الجلسات العامة التي نُظمت في الأيام الماضية، إذ تميزت بارتداء مُعظم البرلمانيات والبرلمانيين لجلابيب بنفحات عصرية وشفافة وبمختلف الألوان، وهو إقبال يجد مبرره في شهر رمضان وطقوسه. وخلال آخر جلسة عامة عُقدت الأسبوع الجاري، حث لحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، البرلمانيين على ضرورة احترام شروط الولوج إلى مقر الغرفة الأولى، وذكرهم بضرورة احترام المؤسسة من خلال ارتداء هندام لائق. ولم يكتف رئيس المجلس بهذا التوجيه، بل تقرر عقب انعقاد مكتب المجلس تفعيل مدونة السلوك والأخلاقيات البرلمانية لضمان الالتزام والتقيد بمقتضياتها وبالمبادئ المحددة لقواعد السلوك والهندام داخل فضاء المؤسسة، ومن ضمنها توجيه تنبيهات وإنذارات. ومدونة السلوك والأخلاقيات البرلمانية منصوص عليها في النظام الداخلي لمجلس النواب، وتنص في المادة 360 على أنه يتعين على النائبات والنواب ارتداء لباس يتناسب مع الاحترام الواجب للمؤسسة. وفي المادة 16 يوضح النظام أنه يتوجب الحضور للجلسات بلباس تقليدي كامل أو بلباس عصري كامل. كما تتحدث مدونة السلوك والأخلاقيات البرلمانية عن ضرورة امتناع النائبات والنواب عن التحدث عبر الهاتف أو الانشغال بقراءة الصحف أو ما شابه ذلك أثناء سير الجلسات العامة وداخل جلسات اللجان الدائمة. وتمنع المدونة أيضاً التدخين وتناول الأطعمة والوجبات الغذائية داخل الجلسات العامة. وتسند إلى مكتب المجلس مهمة ضبط ومراقبة احترام هذه القواعد واتخاذ الإجراءات المناسبة في شأنها، ويوجه عن الاقتضاء تنبيهات وإشعارات للمعنيين بالأمر.