جدل متزايد يرافق تبادل ممثّلتين مغربيتين شاركتا في فيلم "آدم"، لمخرجته المغربية مريم توزاني، "قبلة ساخنة" خلال جلسة التقاط الصور ب"مهرجان كان" السينمائي في فرنسا. وجاءت قبلة لبنى أزَابال ونسرين الراضي في "كان" بعد عرض فيلم "آدم" الذي عالجت فيه المخرجة مريم توزاني، زوجة المخرج نبيل عيوش، موضوع الأمهات العازبات. وفيما اعتبر بعض المعلقين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "في هذا الفعل محبة للشهرة على حساب القيم"، واقترح عليهما آخرون تغيير اسميها، احتفت "جمعية أقليات" ب"قُبْلَة كان" وأرفقت الصور بالأعلام المثلية. واعتذرت الممثلة البلجيكية من أصل مغربي لبنى أزابال على تقبيل الممثلة المغربية نسرين الراضي، وتحمّلت "كامل مسؤولية القبلة التي لم يكن مخططا لها، وحتى الراضي لم تكن على علم بها"، قائلة في مقطع مصوّر عمّمته إن هذه "القبلة العفوية قبلة حبّ لأنني أعتبر نسرين أختي"، مضيفة: "لم أفكّر ولم أكن أريد على الإطلاق أن أجرح أو أصدم أيا كان في فترة رمضان"، ولهذا "أعتذر لمعجبي نسرين الراضي والشعب المغربي وكل من جرحتهم القبلة العفوية التي كانت من القلب لممثلة أعتبرها أختي قَلْبا". ولقي فيلم "آدم" ردة فعل إيجابية في "مهرجان كان"، وتفاعلت قاعة العرض مع نهاية هذا الفيلم الطويل الأول لمريم توزاني بالوقوف والتصفيق. الفيلم الذي مثّلت فيه البلجيكية من أصل مغربي لبنى أزَابال، والمغربية نسرين الراضي، وأخرجته المغربية مريم توزاني، وأنتجه المخرج المغربي الفرنسي نبيل عيوش، يتبارى في فئة "نظرة ما" ضمن "مهرجان كان" بفرنسا، وفي فئة "الكاميرا الذهبية" التي تخصص للأعمال الأولى للمخرجين. واحتفت ردود فعل نقدية بمضمون "آدم" وإخراجه ومشخّصتَيه الرئيستَين، فرأى مقال نشر ب"هوليوود ريبورتر" أنه فيلم "يظهر بشغف كبير كيف يراقب المجتمع المغربي امرأة تلد خارج إطار الزواج، رغم أنه ليس موضوعا أصيلا كثيرا، ولكنه في هذه الحالة يفطر القلب بفعل التشخيصات الرائعة للبنى أزابال ونسرين الراضي في الدورين الرئيسَيْن". ويرى أمير العمري، ناقد سينمائي مصري، في "آدم"، فيلما "نسائيا بامتياز، ليس فقط لكونه من إخراج امرأة، بل لأن موضوعه يتعلق بشكل خاص بعالم المرأة في مجتمع مغلق كالمجتمع المغربي"، وأثنى على "سلاسة موضوعه ووضوح شخصياته ورؤيته" ونطقه "بكامله باللهجة العربية المغربية دون أي إقحام للفرنسية". وأضاف الناقد السينمائي المصري أن فيلم المخرجة المغربية توزاني "لا يلجأ إلى النمطية أو القوالب العتيقة المعهودة في مثل هذا النوع من القصص السينمائية، ويرسم ملامح التطور الذي يطرأ على المرأتين بطريقة واقعية مقنعة بعيدة عن المبالغات الميلودرامية التي تفسد عادة هذا النوع من الأفلام". تجدر الإشارة إلى أن الدورة ال 72 من مهرجان "كان" السينمائي ستسدل ستارها في ال 25 من شهر ماي الجاري. وإلى جانب فيلم "آدم"، عرفت الدورة عرض فيلم مغربي آخر هو "سيد لمجهول" لمخرجه المغربي علاء الدين الجم.