قررت المحكمة الابتدائية ببني ملال، مساء الثلاثاء، تأجيل محاكمة 10 متهمين في قضية اغتصاب ووشم واحتجاز القاصر "خديجة الموشومة"، إلى غاية 25 من يونيو المقبل، استجابة لطلب دفاع الطرفين، اللذين طلبا مهلة أطول من أجل الإعداد للترافع في الجلسات المقبلة، حسب ما صرح به محامي الضحية، محمد حشان. وحسب المحامي، فقد حصل قاضي التحقيق على الخبرة الطبية التي أجريت على القاصر خديجة، وتبين بالملموس أن 70 في المائة من الوشوم المرسومة على جسدها جديدة، فيما النسبة المتبقية تعود إلى فترات سابقة، مشيرا إلى أن الشابة تعاني من مضاعفات خطيرة أثرت عليها نفسيا بشكل فظيع ودائما ما تصاب بانهيارات عصبية". وأضاف حشان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "نزع الوشوم مرتبط بإصدار المحكمة لمنطوق الحكم، فهي تريد معاينة الأضرار عن كثب، ومتابعة التعذيب والاحتجاز الذي عانته خديجة"، مشددا على أن "والد الضحية يعيش بدوره ظروفا صعبة على اعتبار أن منطقة ولاد عياد محافظة، وابنته أصبحت معروفة لدى الجميع، وكل يناديها بما يريد مع الأسف". وأوضح المحامي أن "الخبرة تسجل ضرورة إحالة القاصر خديجة على طبيب نفسي لمتابعة العلاج، وبالفعل هي تزور طبيبا بالبيضاء وآخر في بني ملال"، لافتا إلى أن "المتهمين جميعهم في قبضة العدالة، بمن فيهم "البربرة" المتهم الرئيسي في الملف؛ فيما يتابع آخرون في حالة سراح، وواحد منهم فقط من أسقطت عنه المتابعة". القصة الكاملة وكانت جريدة هسبريس الإلكترونية قد انفردت بسرد القصة الحقيقية لاغتصاب القاصر خديجة على لسان المتهمين الذين اعترفوا جميعا باغتصابهم ووشمهم لها في وقت سابق. كما أقروا بعملية الاحتجاز، وبمحاولات خديجة الهروب من قبضتهم، لكنهم منعوها باستعمال القوة. بداية القصة، حسب مصادر مقربة من الملف، كانت ليلة عيد الفطر الماضي، يوم السوق الأسبوعي بالمنطقة؛ فقد اختطف "ر. ب" الملقب ب"كريتي"، وهو يشتغل فلاحا للشمندر، خديجة باستعمال القوة من أمام منزل خالتها، ليحتجزها بمنزل أبويه بحي الليمون لمدة أسبوع كامل، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، ويتناوب على اغتصابها وفض بكارتها رفقة عناصر أخرى، بعد أن جرى تخديرها وكي جسدها بالسجائر. توجه العائلة صوب مصالح الدرك لإبلاغها بشكل شفهي باختفاء الابنة، وخوف "كريتي" من انكشاف فعلته أمام والديه الغائبين عن المنزل، سيُعجل بتسليمه إياها لصديق له يسمى "قرقوب"، معروف ب"زريقة"، مقابل بعض المال، ليكون ثاني المغتصبين رفقة بعض المنحرفين، بعد أن أرغموها على تناول المخدرات، بحكم أن "قرقوب" تاجر مخدرات معروف في المنطقة. وعلى شاكلة الأفلام الدرامية، سيأتي شخص ثالث يسمى "إ. ب"، رفقة أصدقائه، ليختطفوا خديجة من أيدي "قرقوب" و"كريتي"، ويحتجزوها بدورهم في منزل "إ. ب"، حيث مارسوا عليها الجنس جماعيا، ثم قاموا بكيها، ليوشمها بعد ذلك "ص. ص"، المُلقب ب"البربرة"، بوشوم غريبة غطت كامل جسدها، ثم اغتصبها بدوره. أسبوعا على الاختطاف الثاني، سيقوم "كريتي"، المختطف الأول، باسترجاع الضحية، لاغتصابها مجددا، قبل تسليمها ل"ع. ك"، وهو عامل بالمنطقة مزداد سنة 1990 منقطع عن الدراسة في السابعة إعدادي، مارس عليها الجنس مرغمة وكواها بالسجائر، لتنتقل بعدها مكرهة رفقة "كريتي" صوب فدان فلاحي، بمعية "ي. ب"، المزداد سنة 1992، وله سوابق عدلية، وانقطع عن الدراسة في الثامنة إعدادي، ليجري اغتصابها هناك. في اليوم الموالي، سيقوم "أ. ج" باحتجاز خديجة في مقبرة الشهداء رفقة "ي. ن"، ليتمكن منها بعدهما "ح. خ"، الملقب ب"ولد شعيبة"، ليغتصبها بالقوة في حقل للزيتون، ثم سيلتحق به الواشم "البربرة"، ليكويها مجددا، لتأتي بعد كل هذه المعاناة محاولة الهروب الأولى من قبضة "الوحوش"؛ لكن "ع. م"، الملقب ب"بريشان"، وهو عاطل عن العمل من مواليد 2000، سيعترض سبيلها وسيقوم باغتصابها، قبل أن يختطفها "الكريتي" من جديد. المغتصب رقم 12 سيكون "ح. م"، إذ سيراود خديجة بالقوة في كهف، بعد أن اكتشف محاولة فرارها الثانية، ليعود "كريتي"، بعد أن بلغهُ أنها معه، ليهاجمه بسلاح أبيض ويعيدها إلى حوزته. ثم سيأتيها "س. أ"، الملقب ب"القرد"، لاختطافها واغتصابها، وعقب ذلك سيراودها مكرهة المدعو "ي. ش"، تحت أشجار الزيتون بأحواز الدوار. بعد مسلسل الاغتصابات المتوالية، سيعيد "كريتي" الضحية مجددا إلى منزله، ليغتصبها "ع. ب"، معذبا إياها بالاحتجاز والإنهاك لمدة تزيد عن 8 ساعات. ثم سينتهي عنقود المغتصبين بالمسمى "ر. ر"، الذي احتجز القاصر بكهف في جبل بالمنطقة، وقام باغتصابها وجرحها وكيها وضربها. شهران تقريبا على موعد الاختطاف، وبعد مشوار البحث الفاشل للأم عن ابنتها، سيأتي الفرج عبر تحركات الجيران وتكثيف الأبحاث؛ إذ سيكشف بعض أصدقاء العائلة مكان احتجاز الطفلة، لتُرسل الأم شبانا إلى "كريتي" ليُعيدها إلى المنزل، مع وعدها له بعدم التبليغ عنه لدى مصالح الدرك، وهو ما سيحدث؛ إذ سيحضر المغتصب خديجة خوفا من انكشاف المكان ويتركها قرب المنزل ويلوذ بالفرار.