فشل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في إنجاح أول اجتماع عقدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، ما دفعه إلى الانسحاب رفقة بعض أعضاء اللجنة من اللقاء الذي عقد مساء السبت، في وقت حاز سمير كودار، المحسوب على "تيار اخشيشن"، على رئاسة هذه اللجنة التي فجرت "البام" من الداخل. ورغم انسحاب بنشماش من الاجتماع بسبب ما اعتبره "خلق بلبلة أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية والسليمة لمواصلة الأشغال"، استكمل جزء من أعضاء اللجنة التحضيرية مسطرة انتخاب الرئيس، وأعلنوا في بلاغ أن "سمير كودار قدم ترشيحه لهذه المسؤولية، ونال ثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة". وقالت رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في بلاغ لم يعترف به بنشماش، إن الأمين العام للحزب "استهل الاجتماع باقتراح يقضي باعتماد التوافق في اختيار رئيس(ة) اللجنة التحضيرية، ولهذا الغرض تشكلت لجنة مصغرة، اشتغلت لساعات دون التوصل إلى حل متوافق عليه"؛ وأضافت: "إثر ذلك انسحب بنشماش، ما خلف استياء عارما لدى أعضاء اللجنة التحضيرية الذين عبروا عن أسفهم لانسحاب الأمين العام قبل إتمام الاجتماع، وأكدوا تشبثهم بمخرجات الاجتماع، ودعوة الأمين العام إلى الانصياع لإرادة اللجنة والتقيد بمقتضيات قوانين وأنظمة الحزب، والانخراط بإيجابية في مسلسل الإعداد للمؤتمر". وفي انتظار أن يعقد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة اجتماعاً طارئاً للبحث عن مخرج لهذا التطاحن الحاد، كشف مصدر حضر الاجتماع أن معركة كسر العظام بين تيارات الحزب هي سبب تفجير اللقاء والوصول إلى هذا المستوى. وأوضح المصدر "البامي"، في تصريح لهسبريس، أن ما وقع ليلة السبت يوحي بأن "الحزب يختزل مدة 10 سنوات من وجوده كثاني قوة سياسية في البلاد في رئاسة لجنة تحضيرية عادية لم يسبق أن وقع عليها أي صراع أو خلاف في المؤتمرات السابقة". القيادي في "حزب الجرار" أكد أن الظروف التي يعيشها "البام" في المرحلة الحالية تصعب من مسألة انعقاد المؤتمر المقبل، ملمحا إلى وجود "جهة تريد تشتيت الأصالة والمعاصرة"، وزاد أن "ما وقع أمس كان بمثابة معركة وجود وتكسير عظام لكي يظهر كل طرف مدى قوته وسيطرته على الحزب". وأردف المصدر ذاته: "أغلب المداخلات طلبت من محمد بنحمو (المحسوب على تيار المحرشي) وكودار (المحسوب على تيار اخشيشن) أن ينسحبا ويتركا رئاسة اللجنة لشباب الحزب، ويقدما رسالة مفادها أن "البام" أكبر من هذه الخلافات، لكن لم نوفق في ذلك". واعتبر المتحدث ذاته أن انتخاب سمير كودار بعد انسحاب بنشماش وأعضاء في اللجنة التحضيرية من الاجتماع يعتبر "غير شرعي وخارج ضوابط وقواعد العمل المؤسساتي"، وزاد: "بعد انصراف الأمين العام رفعت الجلسة وانصرفنا لأننا نحترم مؤسسات الحزب مهما اختلفنا".