نظّمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، بتنسيق مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، الجمعة، الندوة الجهوية الثانية حول موضوع التجديد التربوي تحت شعار "سؤال التجديد التربوي وعلاقته بالقيادة وتأهيل الفاعل التربوي". وتندرج الندوة في سياق الجهود المبذولة من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من أجل تشجيع الممارسات التجديدية في المدرسة المغربية، وتطلعاتها الهادفة إلى إعداد إستراتيجية وطنية للتجديد التربوي تضمن الارتقاء بالممارسات البيداغوجية، كما تأتي في إطار الإعداد لتنظيم ندوة دولية حول التجديد التربوي. وتهدف النسخة الثانية للندوة الجهوية، التي حضرها مصطفى السليفاني مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ونور الدين المازوني ممثل الوزارة، و المديرون الإقليميون، ورؤساء الأقسام والمصالح، وممثلون عن هيئة التفتيش والأطر الإدارية والتربوية، إلى تدارس آليات لمأسسة التجديد التربوي، وبلورة آليات لتقاسم وتثمين التجارب والممارسات التجديدية المتميزة ذات التأثير الإيجابي على الأداء التربوي، بالإضافة إلى ترسيخ سيرورة دينامية ومستدامة للتجديد التربوي عبر تأهيل ومواكبة مختلف الفاعلين التربويين. مدير الأكاديمية أشار، في كلمة افتتاحية، إلى أن سؤال التجديد التربوي مرتبط بالوظائف المتعددة للمدرسة في المجالات الاجتماعية والتربوية والتنموية باعتبارها مؤسسة للتنمية الاجتماعية. وبالتالي، فالمدرسة مطالبة بتجديد مقاربتها التربوية وطرائقها البيداغوجية والانخراط الفاعل في مجتمع المعرفة. وأكد السليفاني على دور التجديد التربوي في بلوغ أهداف الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التربوي 2030-2015، وأهميته في ملاءمة المناهج الدراسية والطرائق والتكوينات مع الحاجات المتجددة للمجتمع، معتبرا الهدف الأساسي من هذا النقاش العلمي والأكاديمي هو جعل علوم التربية ومستجداتها في خدمة الممارسة الصفية اليومية، خاصة في ظل التطور المتسارع للعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية في علاقتها مع العولمة، والتحديات التي تفرضها. ومن جهته، أبرز نور الدين المازوني الإطار المرجعي للتجديد التربوي والسياق العام الذي يندرج فيه وارتباطه بالبرنامج الملتزم به أمام الملك خاصة في أبعاده البيداغوجية (مراكز الفرصة الثانية، التعليم الأولي، التحكم في اللغات..) والنموذج التنموي الجديد وما يشكله الرأسمال البشري من أهمية قصوى لبلوغ أهدافه. كما أوضح المتحدث مفهوم التجديد التربوي والممارسات التجديدية وأهدافه ومجالات التجديد التربوي ذات الأولوية، بالإضافة إلى مراحل إرساء ثقافة التجديد التربوي وقيادته. وذكر المتحدث بأهمية التجديد التربوي وانسجامه مع مضامين الرؤية الإستراتيجية، مقترحا عددا من الآليات للارتقاء به والتي تتجلى في وضع إستراتيجية وطنية للتجديد التربوي وخلق بنيات جهوية وإقليمية ومحلية لتشجيع التجديد التربوي والتحفيز عليه، ومراجعة مناهج التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وإدخال مصوغات جديدة تهتم بتنمية كفاية التجديد التربوي لدى الأساتذة المتدربين، والعمل على مأسسة التجديد كي لا يبقى مجرد تجارب فردية متفرقة، واعتماد تجريب المشاريع التجديدية. وتم خلال الندوة تقديم مشروعين تجديديين من أجل تقييمها من طرف لجنة علمية وانتقاء أجودها للمشاركة في الندوة الدولية حول التجديد التربوي، ويتمحور الأول حول موضوع "إرساء منظومة للتكوين عن بعد لخلق محتويات بيداغوجية باستعمال technopale لإحداث بنك للموارد الرقمية، والثاني حول "أنشطة اللعب ودورها في تنمية المهارات اللغوية وتحسين العلاقات الاجتماعية لدى متعلمي التعليم الأولي، الأغاني التربوية نموذجا". كما عرفت الندوة أربع مداخلات في مواضيع "توظيف التكنولوجيات والمعلوميات في الاتصال وفي التدريس "(TICE) للأستاذ عبد الرحيم افاضيسن، و"إستراتيجية الفصول المعكوسة دعامة للتجديد البيداغوجي عبر الرقمنة والاتصال" للدكتور يوسف الشبلاوي، و"التجديد البيداغوجي وبناء القيم (الأنشطة الوظيفية نموذجا)"، و"التجديد البيداغوجي من الأوراش الكبرى في إصلاح منظومة التربية والتكوين للدكتور عبد الرزاق أبو الصبر.