في أجواء من الفرح والابتهاج والتآزر والتضامن والتماسك الروحاني يقضي مسلمو موسكو شهر رمضان المبارك ، الذي يولونه أهمية كبيرة تتجلى في أداء الشعائر الدينية ، وقراءة القرآن الكريم في مختلف المساجد بالعاصمة الروسية وتوفير موائد الرحمان ومساعدة المحتاجين والفقراء . ويتميز الشهر الكريم ببرمجة احتفاليات دينية خاصة بالمساجد الكبرى الثلاث بموسكو، وتنظيم مباريات لتجويد القرآن الكريم بين الشباب ، وإقامة الشعائر الدينية ، وتنظيم موائد الإفطار التي تقدم فيها الأطباق التقليدية لشعوب روسيا متعددة القوميات . وتسعى الجاليات المسلمة المختلفة ،التي تقطن بالعاصمة الروسية ، الى جعل شهر الصيام لا يقتصر على الإمساك عن الطعام والشراب رغم أهميته في الجانب الصحي وطهارة الروح ، وإنما أيضا كفرصة لتهذيب الأخلاق بما يرضي الله والقيام بأعمال الخير . وتنظم بكل مسجد في موسكو، خلال أيام الشهر الكريم ، موائد إفطار جماعية ، تقام بمبادرة من المحسنين بتعاون مع الهيئات والمنظمات الدينية ،و يتم التركيز على مجموعة متنوعة من الوجبات "الحلال" المعتمدة من العديد من المنتجين الروس ، في سوق محلية مزدهرة (25 مليون مسلم في عام 2018). وما يميز الشهر الكريم في العاصمة الروسية إقامة "الخيمة الرمضانية" السنوية، الخاصة ب"الإفطار" ،والتي تنظم بالقرب من مسجد "ميموريال ميشيت"، الذي أسس في سنة 1997 تكريما للجنود الموتى من المسلمين الذي لقوا مصرعهم خلال الحرب العالمية الثانية. وتستقبل الخيمة الرمضانية يوميا المئات من المسلمين ،والتي يتولى تنظيمها مجلس المفتين في روسيا، وتنظم في إطارها قراءات قرآنية وعروض موسيقية وابداعات فنية تمثل مناطق عديدة من روسيا كجمهوريات داغستان والشيشان وإينغوشيا وأوسيتيا وتاتارستان . وعلاوة على ذلك ،يؤكد المنظمون أن خيمة رمضان الموسكوفية، يمكن لأي شخص ،بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته ،الاستفادة بالمجان من خدماتها الرمضانية. وتفتح أبواب الخيمة، التي يساهم في تنظيمها أيضا فقهاء وعلماء ورؤساء الطوائف الدينية الأخرى والسلطات المحلية بموسكو، منذ اليوم الأول من رمضان الكريم وتستمر الى غاية متم الشهر الفضيل. *و.م.ع