أزمة أخرى انضافت إلى سلسلة المعضلات التي تؤرق "حكومة العثماني"، إنها شبح السنة البيضاء التي تهدد كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على الصعيد الوطني، ما دفع بعض الأحزاب السياسية وهيئة التدريس في الكليات إلى الدخول على خط الأزمة وعرض الوساطة من أجل إنقاذ ما تبقى من الزمن الجامعي. وأفادت مصادر مُطلعة، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن عدة أحزاب سياسية قد عقدت لقاءات تواصلية مع أعضاء التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، أساسا الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، وفريق حزب الأصالة والمعاصرة. وحسب ما ذكرته مصادرنا، فإن الاجتماعات التواصلية تطرقت إلى الموسم الدراسي المهدد، موردة أن الفرق البرلمانية أبدت نيتها الدفاع عن مطالب طلبة الطب. كما شهد الموضوع تطورات متسارعة خلال اليومين الماضيين، بعدما عرضت هيئة التدريس في الكليات وساطتها بين التنسيقية وكل من وزارتي الصحة والتعليم. في هذا الصدد، قال أيوب أبو بيجي، المنسق الوطني لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، إن "الاجتماعات التواصلية التي جمعت التنسيقية بالفرق البرلمانية لم تتحدث عن أي وساطة، وإنما عرفت مناقشة مجموعة من النقاط التي تخص الملف المطلبي، حيث أبرزت تلك الفرق أنها مستعدة للدفاع عنها داخل البرلمان من خلال الأسئلة الشفهية والكتابية". وأضاف أبو بيجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوزارة الوصية على القطاع لم تستجب إلى حدود الساعة لمطالب التنسيقية، لاسيما في ظل غياب أي جواب عن الطلب الذي تقدمنا به القاضي بعقد لقاء موسع مع المسؤولين، الأمر الذي يدفعنا إلى الاستمرار في المقاطعة إلى حين الاستجابة المناسبة". وبخصوص الوساطة التي عرضتها هيئة التدريس في الكليات التسع للطب والصيدلة بالمملكة، قال المتحدث: "التنسيقية جمعها لقاء مع الأساتذة الذين اقترحوا مبادرة تهدف إلى حلحلة الملف، وما زلنا نناقش إطارها في الوقت الحالي، لكن لم تُفعل بعد". جدير بالذكر أن طلبة الطب مستمرون في مقاطعة الامتحانات النظرية والتطبيقية إلى حدود اليوم، الثلاثاء، فضلا عن التهديد بمقاطعة امتحانات الأسدس الثاني من الموسم الجامعي الحالي بعموم كليات الطب وطب الأسنان، ما دفع "وزارة أمزازي" إلى دعوة الطلاب لاستئناف فصول الدراسة الاثنين الماضي كحد أقصى، بغية "إتمام السنة الدراسية في أحسن الظروف". وأكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في بيان صادر الأحد، أن البلاغ المشترك بينها وبين وزارة الصحة، خلال منتصف أبريل الماضي، "يستجيب لجميع المطالب المعبر عنها من طرف طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان"، وطالب الطلبة بالعودة إلى مدرجات الكليات لإتمام السنة الحالية.