أصدر المؤتمر الدولي الأول لتنسيقية مدارس اللغة العربية ببلجيكا، المنعقد تحت شعار "من أجل الرقي باللغة العربية"، مجموعة من التوصيات حول موضوع "تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: واقع وآفاق"، بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين والفاعلين، تروم تشخيص واقع اللغة العربية للناطقين بغيرها بأوروبا بالخصوص، والبحث عن آليات تطويرها تعليما وتعلما. وتمثلت توصيات المؤتمر الدولي في "عقد مثل هذه المؤتمرات بشكل دوري لمناقشة قضايا تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في الفضاء الأوربي قصد تجديدها وتجويدها، مع تبني الدعوات والمداخل العلمية والتصورات الجديدة في تعليمها كلغة ثانية"، و"طبع ونشر أعمال المؤتمر لتعميم الفائدة". وشدّد المؤتمر الدولي، ضمن توصياته، على ضرورة "الاستفادة من الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات وغيره من المراجع لتطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مع تحديد المستويات، وتحسين مبادئ تعليمها وتعلمها، وتوظيف هذا الإطار في وضع الأهداف اللغوية العامة والخاصة والبرامج، واعتماده في وضع المناهج والخطط الدراسية وعمليات التقويم". وجاء في التوصيات أيضا "توفير التقنيات والوسائل والتجهيزات والبرامج الإلكترونية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتدريب المدرس على استعمالها وتوظيفها توظيفا موجها لخدمة أهداف التعلم داخل الصف وخارجه"، و"تطوير برامج تكوين معلمي ومعلمات اللغة العربية للناطقين بغيرها، لمسايرة المستجدات التربوية والتدريسية والتفاعلية والرقمية للتعليم والتعلم والتقويم". وسجّل المؤتمر أهمية "تضافر الجهود للتنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والباحثين والخبراء لإعداد معايير مرجعية لكفايات معلمي ومعلمات اللغة العربية للناطقين بغيرها بأوروبا، مستأنسين بالمعايير العالمية لتدريس اللغات الأجنبية"، و"إنجاز الدراسات والبحوث اللغوية والتربوية ودعمها، خصوصا في ما يرتبط بتطوير مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها"، و"إعداد مناهج تربوية تعليمية تنسجم وحاجات الفئات المستهدفة بأوروبا". وأكّد المشاركون في الملتقى على ضرورة "إصدار مجلة دورية عن التنسيقية متخصصة في البحوث والدراسات المتعلقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بأوروبا"، و"إبرام شراكات مع مؤسسات ذات الاهتمامات المشتركة، والتواصل مع الهيئات الرسمية بأوروبا وغيرها من الدول"، و"الاشتغال على خلق منصة إلكترونية يستفيد منها كل المشتغلين في المجال". يشار إلى أن اليوم الأول من الملتقى عرف تقديم كلمة ترحيبية من طرف نور الدين النوحي، منسق التنسيقية، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وكلمات الضيوف، المتمثلين في أمير كير، عمدة بلدية سانجوس ببروكسيل، ورشيد مدران، وزير الشباب في حكومة جهة بروكسيل، وفضيلة لعنان، كاتبة الدولة في منطقة العاصمة بروكسيل، ومحمد عامر، سفير المملكة المغربية ببروكسيل، قبل أن يتم تنظيم جلسات لعرض الأوراق العلمية في جلستين علميتين من طرف مجموعة من الدكاترة. وعرف اليوم الثاني من المؤتمر الدولي عرض شريط تعريفي مختصر للتنسيقية، تلاه عرض تجارب المؤسسات التعليمية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في أوربا (بلجيكا، فرنسا، هولندا، لوكسمبورغ، تركيا، ألمانيا)، مع تقديم ثماني ورشات علمية.