قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن تكليف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بالحوار مع المركزيات النقابية جاء بعد اتهامه من قبل بعض المركزيات النقابية باستغلال الملف سياسياً لفائدة حزبه. وكشف العثماني، في مداخلة له ضمن الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني لرؤساء الجماعات الترابية الذي نظمته مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، اليوم الأحد بالرباط، أن إحدى النقابات قالت له في الاجتماعات التي كان يشرف عليها إن "البيجيدي" يريد أن يستغل ملف الاتفاق الاجتماعي سياسيا، ولذلك اقترحت الحكومة اتفاقا إلى غاية 2021 تزامنا مع موعد الانتخابات المقبلة. وأوضح العثماني أن "العلاقة مع النقابات تأثرت بعد دخول مسائل انتخابية وسياسية فيها، لذلك جاء قرار تكليف وزير الداخلية بمباشرة التفاوض مع الفرقاء الاجتماعيين"، قبل أن يضيف أن هناك من سخر منه وانتقده بسبب تخليه عن صلاحياته في إدارة الحوار الاجتماعي، لكنه قال جوابا عن ذلك: "المهم هو نجاح الحوار وليس من قام بجزء من المهمة". وأشار رئيس الحكومة إلى أنه حرص يوم توقيع الاتفاق الاجتماعي مع النقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب (الباطرونا) على أن يحضر وزراء من جميع المكونات السياسية، ووزراء غير منتمين سياسيا؛ "لأن الاتفاق موقع باسم الحكومة بجميع مكوناتها، وهو نجاح للوطن"، وزاد: "نحن نحرص على الوفاء لشركائنا". وكانت الحكومة وقعت اتفاقا ثلاثي الأطراف يمتد على ثلاث سنوات (2019-2021) مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب وكل من الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بصفتها مركزيات نقابية أكثر تمثيلية، بينما رفضت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التوقيع بسبب عدم تضمين ملاحظاتها الأخيرة. من جهة ثانية وجه العثماني جملة من النصائح إلى منتخبي العدالة والتنمية، وقال إن "المسؤول في حزب العدالة والتنمية مناضل، والمستشار الجماعي مناضل، والوزير مناضل ورئيس الحكومة مناضل، ويجب أن يبقى كذلك لأنه يشتغل لمصلحة الوطن وليس لمصلحته الذاتية". وتحدث العثماني عما اعتبرها إكراهات تعتري عمل بعض منتخبي "البيجيدي" للقيام بمهامهم، مشيرا إلى استمرار "جيوب المقاومة في عرقلة عمل الحزب لأن كل إصلاح يضر مصالح متوارثة لأشخاص وجهات معينة"، مضيفا أن تنظيمه السياسي يعمل على مواجهة الجهات التي تقاومه وحل الإشكالات بالطرق التي تمكن من النجاح والوصول إلى النتيجة. "عندما نُشير إلى وجود جيوب للمقاومة فليس لأننا ضعفاء، لكن لنوضح للمغاربة أن هناك صعوبات مفتعلة وجهات لا تريد لنا النجاح"، يورد العثماني، الذي عاب على بعض وسائل الإعلام نشر أخبار عن حكومته "مضخمة أو مشوهة أو غير صحيحة نهائياً". ودافع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن تماسك أغلبيته الحكومية رغم الخلاف الذي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى، آخره مع وقع له مع حليفه حزب التقدم والاشتراكية، وأكد أن أغلبيته "تشتغل كفريق واحد وغير مسموح لأي طرف أي يربك هذا العمل". لكن العثماني لا يرى مانعا أن يقوم بعض حلفائه في الحكومة بدور المعارضة في الملتقيات الحزبية نهاية الأسبوع للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه قضية معينة.