اشتدت حرارة الانتخابات في الجارة الجنوبية للمملكة المغربية مع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية في يونيو المقبل؛ فقد عمد أحد أحزاب المعارضة، المقرب من جبهة "البوليساريو"، إلى توظيف ملف الصحراء المغربية في حملته الانتخابية. وقال أحمد ولد إياهي، القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي الموريتاني، الممثل في البرلمان، في خطاب أعلن فيه ترشحه للانتخابات الرئاسية، إن نزاع الصحراء بين المغرب "والبوليساريو" من بين الملفات ذات الأولوية التي سيشتغلها عليها في حالة وصوله إلى قيادة البلاد. وأَضاف ولد إياهي، وهو ثامن مرشح يعلن حتى الآن ترشحه للرئاسيات في موريتانيا، أنه "على مستوى السياسية الخارجية سنعمل على تعزيز علاقات التعاون مع دول الجوار، فضلا عن العمل الجاد على أن تلعب موريتانيا الدور المناسب لها في الجامعة العربية"، وأكد أنه سيبذل قصارى جهده لمشكلة الصحراء من خلال طرحه حلا يرضي الجميع بالتشاور بين الأطراف المعنية. وتجمع حزب التحالف الشعبي التقدمي الموريتاني علاقات قوية مع "البوليساريو"، وسبق أن أعلن عن دعمه لمطلب الانفصال الذي تنادي به قيادة الجبهة بدعم من الجزائر؛ لكن حظوظه في الفوز بالرئاسيات هي جد ضئيلة مقارنة مع وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، والمدعوم أيضا من قبل الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، والذي قرر عدم الترشح. ويُتابع المغرب عن كثب التحولات السياسية في موريتانيا، خصوصا أن الرباطونواكشوط يطمحان إلى الاستمرار في تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية التي تميزت في السنتين الأخيرتين بتبادل الزيارات الدبلوماسية وتبادل الرسائل بين الملك محمد السادس ومحمد ولد عبد العزيز. وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية الموريتاني، عقد سلسلة من المباحثات مع المسؤولين المغاربة في العاصمة الرباط، خلال زيارة تعد الأولى له من نوعها، جاءت بعد عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الموريتانية إثر تبادل السفراء بين البلدين. ويراهنُ المغرب على القيادة الحاكمة في نواكشوط للعب دور في ملف الصحراء، خاصة أن موريتانيا تشارك في الاجتماعات التي يقودها هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، من أجل إيجاد حل سياسي ينهي النزاع الإقليمي حول الصحراء.