أياما قليلة على موعد الانتخابات الرئاسية الموريتانية المقرر إجراؤها السبت المقبل، يواصل المرشحون لوصول القصر الجمهوري حشد أنصارهم من أجل مزاحمة الأوفر حظا محمد ولد الغزواني، وزير الدفاع السابق الحاكم الفعلي طيلة فترة مرض الرئيس ولد عبد العزيز، الذي أبدى تقربا كبيرا من المغرب عقب رفضه التعامل مع جبهة البوليساريو، ومطالبته بمراجعة منح سكان تندوف أوراق إقامة بموريتانيا. ويعد ولد الغزواني أقرب المرشحين تقديرا للموقف المغربي من قضية الصحراء، وله علاقات جيدة مع الرباط حيث تلقى دراسته بداية قبل أن يتوجه نحو مملكة الأردن لمواصلة تكوينه؛ لكن قربه من العقيدة العسكرية قد يجعله متذبذب الأفهام، خصوصا وأن تواصله قائم مع كبار الجنرالات الجزائريين باعتباره أحد راسمي خطط القضاء على الإرهاب بموريتانيا. ووضع كل من حاميدو بابا ومحمد ولد الغزواني ومحمد ولد مولود ومحمد الأمين ولد المترجي وبيرام ولد الداه ولد اعبيد ترشيحاتهم بشكل رسمي. وفيما تبقى مواقف موريتانيا متباينة بخصوص جبهة البوليساريو، يظل حزب التحالف الشعبي التقدمي أخطر منغصات العلاقة بين البلدين، على اعتبار علاقاته القوية بجبهة البوليساريو، وتصريحه غير ما مرة بأن قضية الصحراء هي ضمن أولوياته الرئاسية. وفي هذا الصدد، قال أحمد يانة، محلل سياسي موريتاني، إن "حظوظ فوز ولد الغزواني وافرة، على اعتبار أنه المرشح الوحيد الذي زار جميع الولايات الموريتانية"، مشيرا إلى أن "الشارع المحلي سيزكيه بنسبة تقارب 90 في المائة، فهناك نوع من الاجماع الوطني حوله لعدة اعتبارات مرتبطة بوزنه السياسي، وأقرب منافسيه يبقى هو المرشح محمد البكار". وأضاف يانة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ولد الغزواني سيواجه مشاكل في ولايتين فقط هما الجنوب والضفة، أما 12 ولاية والعاصمة نواكشوط فمن المرتقب أن يفوز بها"، لافتا إلى كون تصويت الموريتانيين مرتبط بشكل كبير بعنصر القرابة العائلية والجغرافية، حيث يفضل الناخبون من يعرفونه على الاطلاع على تفاصيل برنامج كل مرشح. وأشار المحلل الموريتاني إلى أن "الجميع تابع موقف ولد الغزواني، المرشح الأوفر حظا الذي له علاقات جيدة مع المغرب، من جبهة البوليساريو، والذي سيدفع بهذه العلاقات إلى الأمام"، مبرزا أن "بقية المرشحين تبقى علاقاتهم بالمغرب تتراوح بين الجيدة والمستقلة، حيث لا وجود لمن يكن للمغرب مشاعر العداء"، معتبرا أن "حظوظهم ضعيفة إلى منعدمة، ومن المنتظر أن يلتحقوا بحملات الفائزين في الأدوار الأولى مستقبلا".