تعيش وزارة "التربية الوطنية" على صفيح ساخن طِوال الأسابيع الماضية، بفعل حالة التوتر بينها والشغيلة التعليمية، فبعدما أعلن "الأساتذة المتعاقدون" عن إنزال وطني لمدة ثلاثة أيام، انضمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلى ركْب المحتجين، إذ أعلنت عن إضراب وطني يومي الأربعاء والخميس. الإضراب الوطني، حسب ما ذكرته التنسيقية سالفة الذكر، يأتي "في ظل الغليان والاحتقان المتزايد الذي تعرفه الساحة التعليمية، وعدم التعاطي الجاد للحكومة والوزارة مع ملفات الشغيلة التعليمية، وعلى رأسها ملف الأساتذة المرسبين قسرا (159 أستاذا) والمفروض عليهم التعاقد، وحاملي الشهادات، والزنزانة 9، وضحايا النظامين..". وأكدت تنسيقية الأساتذة المتدربين أن التصعيد الجديد نتيجة للمستجدات التي يعرفها الملف، من خلال "الحوار القطاعي الذي يجمع الوزارة الوصية مع النقابات التعليمية الست، التي كانت شاهدة وموقعة على محضر اتفاق 13 ابريل 2016، القاضي بتوظيف الفوج كاملا، وهو ما نقضته الدولة المغربية في ما بعد، انتقاماً من فعلنا النضالي ومعركتنا البطولية". وشدد المصدر ذاته على أن التنسيقية "عازمة على استكمال معركتها النضالية حتى تحقيق كافة مطالبها المشروعة، وفي مقدمتها الدفاع عن المدرسة والوظيفة العموميتين بمعية كافة الإطارات المناضلة، رغم كل الضربات القاسية التي تلقتها، عبر ترسيب خيرة مناضليها وحرمان بعض الأساتذة والأستاذات من اجتياز المباراة". وطالبت التنسيقية ب"إنصاف الأساتذة المرسبين وأستاذات العرفان والأستاذات الحوامل، ثم توظيف الفوج كاملا وتسوية الوضعية الإدارية لكافة مناضليه ومناضلاته"، داعية إلى "إسقاط مخطط التعاقد، وإدماج كافة الأساتذة المفروض عليهم التعاقد في أسلاك الوظيفة العمومية". في هذا الصدد، قال إلياس هاني، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، إن "الخطوة النضالية لمعركة الأساتذة المتدربين تأتي في سياق استكمال الخطوات التي تسطرها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين لانتزاع الحق ورفض الترسيب الذي تعرض له أزيد من 150 أستاذا متدربا، جراء معركتهم البطولية التي خاضها فوج الكرامة انتقاما منهم". وأضاف هاني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الاحتجاج "رد على الترسيب التعسفي الجائر الذي تعرض له فوج الكرامة، وما تبعه من أضرار نتيجة نقض المحضر المُوقع بين الدولة المغربية والتنسيقية الوطنية والنقابات التعليمية الست والمبادرة المدنية، القاضي بتوظيف الفوج كاملا، لتملي عليهم جميعا واجبا أخلاقيا وقانونيا وتاريخيا بتسوية الملف كاملا وفي أقرب الآجال".