قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إنّ "التحوّل الرّقمي يساهمُ في تحسين جاذبية القطاع الفلاحي ويفتحُ فرصاً حقيقية للشباب للانخراط في سوق الشغل"، مشيراً إلى أنّه "إذا كانت الفلاحة قد شهدتْ تطوراً كبيراً في السابق خارج مجال الرّقمنة، فإنها اليوم أصبحتْ مرتبطةً أكثر بالتحولات الرّقمية". وأضاف المسؤول الحكومي الذي كان يتحدّث في اليوم الدراسي المنظم من طرف وزارة الفلاحة تحت شعار "التحول الرقمي من أجل قطاع فلاحي واعد وموفر للشغل لفائدة الشباب القروي"، على هامش فعاليات الدورة ال 14 من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أنّ "شركات عالمية متعددة الجنسيات قامتْ بتطوير أدائها خاصة في المجال الفلاحي والزراعة الدقيقة، حيثُ أصْبحنا اليوم نتحدَّث عن المزارع الرقمية التي يمكن أن تديرها وتراقبها عن بعد". وتوقف أخنوش في معرض كلمته عند ما تمّ تحقيقه في المغرب من تطور ملموسٍ على مستوى التحول الرقمي في المجال الفلاحي، مورداً: "نحن، بالطبع، في بداية الطريق ولكننا مصممون على مواجهة تحدي الرقمنة من أجل فلاحة حديثة وتنافسية وشاملة ومستدامة"، مضيفا: "لدينا الإمكانات ونعبّئ الموارد لتحقيق هذا الهدف". وأوضح الوزير أنّ "المغرب، البلد الذي تشكل فيه الزراعة دافعًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا يمكن أن يبقى على هامش هذا التطور العالمي الذي يهمّ المجال الفلاحي"، مبرزاً أنّ "تقدم التكنولوجيا يتيحُ مجموعة واسعة من الأدوات على طول سلسلة القيمة الزراعية والغذائية لتحسين الإنتاجية والتتبع والجودة والوصول إلى الأسواق والإدارة الفعالة للمدخلات والموارد". وأورد أخنوش أنّ "الرّقمنة ليست بدعة. كما أنها ليست غاية في حد ذاتها، بل إنها وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ولتحسين ظروف عمل الفلاحين الصغار والشباب الذي أصبح يلجُ إلى المجال الفلاحي"، مشيراً إلى أنّ "المغرب لديه من الإمكانات ما يؤهله ليصبح قطباً هاما في مجال الرقمنة الفلاحية، من بنية تحتية للاتصالات عالية الأداء، والوصول إلى المعلومات والبيانات بفضل أقمار محمد السادس". ودعا وزير الفلاحة إلى خلقِ جسر بين الشباب المغربي والقطاع الفلاحي، وقال: "هذا الجسر يمكن أن يكون عبرَ الرقمنة، حيثُ سيكون لدينا جيل جديد من المواطنين الرقميين في قطاع فلاحي حديث ومبدع"، معبّراً عن استعدادهِ ل"مرافقة الجيل الرّقمي حتى يجعل من الفلاحة اختياراً حقيقياً للحياة والعمل، على اعتبار أنها تقدم فرصا جذابة، وليست دائماً ترتبطُ بالشقاوة". وتقام الدورة الرابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس على مساحة إجمالية تصل إلى 180 ألف متر مربع، ضمنها 100 ألف متر مربع مغطاة. وينظم المعرض في 10 أقطاب، ويوفر العديد من الفضاءات لعرض مختلف المنتجات والصناعات التي تدخل في القطاع الفلاحي. وتتميز دورة 2019 بمشاركة 60 دولة، بالإضافة إلى جناح مخصص للأمم المتحدة، وهو ما يعتبرُ، حسب المنظمين، "شاهداً على الإشعاع الذي اكتسبه الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب كأول معرض فلاحي في إفريقيا وأحد أهم الملتقيات الفلاحية على الصعيد العالمي". وتؤكد المشاركة الإفريقية هذه الملاحظة؛ إذ تمثل الدول الإفريقية ثلث عدد العارضين الدوليين المشاركين في هذه الدورة، التي تعزّزت المشاركة الأسيوية فيها لتصل إلى 12 دولة.