استعرض عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السبت، ببرلين إمكانات رقمنة الفلاحة المغربية. وأبرز أخنوش في مداخلة له خلال مشاركته في الدورة 11 للمنتدى الدولي للتغذية والفلاحة ( 19 - 17 يناير) المنظم في إطار معرض الأسبوع الأخضر الدولي ( 18-27 يناير)، التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق باستخدام صور الأقمار الصناعية في الفلاحة والبيانات وتكنولوجيا الإنترنت والهاتف المحمول. وقال الوزير "نحن ملتزمون بتسخير إمكانات الرقمنة في القطاع الفلاحي بفاعلية مع ضمان ولوج المزارعين إلى هذه التقنيات". وشدد خلال هذا اللقاء على أن استخدام الرقمنة ينطوي أيضا على ضرورة إحداث تغييرات هيكلية مرافقة. ويتناول المنتدى العالمي للأغذية والزراعة الذي يختتم أشغاله بعقد ندوة لوزراء الفلاحة من مختلف دول العالم، القضايا المركزية المتعلقة بمستقبل الصناعة الغذائية الفلاحية العالمية. وتمحورت أشغال هذه الدورة التي شهدت مشاركة 70 وزير فلاحة، حول الرقمنة في القطاع الفلاحي، والتي تروم تقديم الحلول الذكية للفلاحة في المستقبل. ويشكل المنتدى فرصة لممثلين عن عوالم السياسة والأعمال والعلوم والمجتمع المدني لتبادل الأفكار وتعزيز التفاهم حول موضوع محدد يتعلق بالسياسة الفلاحية الحالية. وفي تصريح صحافي على هامش هذا المنتدى الذي تشارك فيه المملكة للمرة السادسة، قال أخنوش "نحن هنا لمناقشة كيفية استخدام الرقمنة لتشجيع الزراعة المستدامة، التي تلبي احتياجات الناس. ونأمل أن نخرج بحلول ذكية لفلاحة الغد". وأضاف أن المغرب قام خلال السنتين الأخيرتين بإعداد إحصائيات عامة للفلاحة أي ما يعرف بالسجل الوطني للفلاحة الذي يقدم معلومات شاملة عن الفلاحة، فضلا عن توفر المغرب على بنية تحتية مهمة للتوجه نحو الرقمنة في قطاع الفلاحة حيث أن 99،8 في المائة من المغاربة يتوفرون على الهاتف المحمول و 70 في المائة من الأسر منخرطة في شبكة الأنترنت. ولفت إلى أنه في إطار الاستراتيجية التي تشتغل عليها الوزارة، ستكون الرقمنة من الاولويات، مشيرا إلى أن الدراسة التي قام بها البنك الدولي في المغرب حول الرقمنة الفلاحية تشجع على هذا التوجه وتقر بوجود إمكانات بهذا الخصوص يمكن استثمارها للتواصل مع الفلاح سيما الشباب الذين لهم دراية كبيرة بمجال الرقمنة. يذكر أن البنك الدولي قام في سبتمبر الماضي بإعداد تقرير حول تشخيص وإمكانات الرقمنة في القطاع الفلاحي في المغرب، والذي حدد العديد من التقنيات الرقمية التي من الممكن أن يتم تطويرها في الزراعة المغربية، مثل الخدمات الاستشارية الزراعية عبر الهاتف المحمول، والفلاحة الدقيقة، والتجارة الإلكترونية للمنتجات الزراعية، والمنتجات المالية والتأمين الرقمي وغيره. وفي هذا الصدد، أكد الوزير على الحاجة إلى تطوير تكنولوجيات رقمية لتعزيز الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتحسين شفافية السوق، وخفض تكاليف المعاملات وضمان إمكانية تتبع أفضل على امتداد سلسلة القيمة. وكان أخنوش افتتح الجناح المغربي بمعرض "الأسبوع الأخضر" الدولي للأغذية والزراعة والبستنة ببرلين في دورته 84 التي تتواصل إلى غاية 27 يناير الجاري. ويشارك في الجناح المغربي الذي يمتد على مساحة 623 مترا مربعا، حوالي 20 تعاونية ومجموعة ذات النفع الاقتصادي. ويعكس الجناح تنوع وثراء المنتوجات المحلية المعروضة التي تشمل بالأساس زيت الزيتون، زيت الأركان، زيت التين الشوكي، الزعفران، الكمون، التمور، الخروب، الكسكس، الأعشاب العطرية والطبية، مشتقات الورد وغيرها. كما يتضمن الجناح فضاء مخصصا لتحضير وتذوق الأطباق المغربية ذات الصيت العالمي، إلى جانب تقديم عروض ثقافية وفنية مغربية. يشار إلى أن معرض "الأسبوع الأخضر"، الذي يمتد على مساحة 125 ألف متر مربع، يعرف مشاركة 1750 عارضا من 61 دولة، ومن المتوقع أن يستقطب ما يقرب من 400 ألف زائر. ويسعى المشرفون على المعرض الذي نظمت أول دورة له سنة 1926 ، إلى الحفاظ على طابعه العريق وفي الوقت نفسه مواكبة المستجدات لضمان الاستمرارية.