حمّلت منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف، الواقعة على التراب الجزائري، مسؤولية الانتهاكات التي تطال الصحراويين المحتجزين هناك من طرف جبهة البوليساريو إلى المجتمع الدولي. وقال مسؤولو المنظمة، في لقاء تواصلي مساء الاثنين بالرباط، إن الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف يعيشون ظروفا قاسية على مختلف الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. عثمان بنطالب، رئيس لجنة العلاقات العامة بمنظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف، قال إنّ جبهة البوليساريو تفرض على الصحراويين الذين تحتجزهم التجنيد الإجباري ليكونوا رهن إشارة ميليشياتها المسلحة. وأردف المتحدث ذاته أنّ الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف محرومون من حرية التعبير، حيث تمنعهم البوليساريو من تأسيس جمعيات وتفرض عليهم أن ينخرطوا في المنظمات التابعة لها، كإطار وحيد للتعبير السياسي. الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف لا يعانون فقط من حرمانهم من حرية التعبير، بل محرومون أيضا حتى من حرية التنقل، حيث لا يستطيعون مبارحة المخيمات إلا بعد الحصول على إذن من ميليشيات البوليساريو. من جهته، قال سيدي محمد الشيخ الإسماعيلي ولد سلمة إنّ جبهة البوليساريو "قمست العائلات الصحراوية وهجرتها ومارست عليها ممارسات مشينة وغير لائقة"، مضيفا: "لقد علموا أبناء المحتجزين كُره الوطن وأنَّ ما يعيشون فيه هو أقصى ما يمكن أن يناله الإنسان". وحمّل سيدي محمد الشيخ الإسماعيلي مسؤولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف للمجتمع الدولي، قائلا: "أبناء عمومتنا هناك ينقصهم الكثير ومعزولون عن العالم ويعاقبون من طرف البوليساريو، والجزائر والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين لا تتدخلان". ودعا المتحدث ذاته إلى بذل الجهود من أجل إنقاذ الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، "ليعودوا إلى وطنهم الأصلي"، مضيفا: "علينا التجرد من الذاتية ونتسامح مع الماضي مهما كانت الأخطاء ونفتح أعيننا على آفاق أخرى". واعتبر مسؤولو منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف أن جبهة البوليساريو تتخذ الصحراويين المحتجزين لديها كسلاح لإطالة أمد النزاع في الصحراء، مبرزين أنّ الجبهة الانفصالية لجأت إلى هذا السلاح منذ إنشائها بدعم من معمر القذافي وهواري بومدين، حيث لجأت إلى خطف الصحراويين وجعلهم تحت الإقامة الإجبارية لإطالة عمر ملف الصحراء. وانتقد مسؤولو المنظمة المذكورة صمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف منذ أزيد من أربعة عقود، مطالبين بجعل هذا الملف ضمن انشغالات المنظمات الحقوقية المغربية للتعريف به على الصعيد العالمي.