في هذا السياق، قال عبد العزيز الفقيه، رئيس "منتدى دعم فرصة الحكم الذاتي بتندوف، المعروف اختصارا ب"فورساتين" إن "المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في دورة مراكش 2014 يعتبر فرصة تاريخية لتصحيح كثير من الأمور"، وأضاف أن "المنتدى يعتبر وسيلة من الوسائل الدولية للبحث عن حلول حقيقية للمشاكل المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم". وأكد رئيس "فورساتين"، في اتصال مع "المغربية"، أن مشاركة جمعيته في دورة مراكش تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف، هي "تكوين أعضاء من "فورساتين"، من خلال مشاركتهم في مختلف الورشات والندوات الحقوقية، وتأهيل نخبة إعلامية وحقوقية قادرة على تطوير ومواصلة الدعم الإعلامي والحقوقي لمناضلات ومناضلي مشروع الحكم الذاتي في مخيمات تندوف". أما الهدف الثاني فحدده تنوير المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، بمختلف مكوناته، بحقيقة ما يجري داخل مخيمات تندوف من حراك سياسي واحتجاجات جماعية، معززة بتقارير وصور حية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة في مخيمات تندوف، خاصة ما يتعلق بالانتفاضة الجماهيرية الأخيرة، التي مازالت متواصلة إلى حد هذا التصريح. وعن الهدف الثالث من المشاركة قال الفقيه إن جمعيته تسعى إلى خلق شبكة علاقات مع هيئات ومنظمات حقوقية، خاصة منها الدولية، لخلق نواة حقوقية للدفاع عن الأهالي الصحراويين، خاصة المضطهدين منهم داخل مخيمات، موضحا أن "فورساتين" تسعى إلى جعل ملتقى مراكش فرصة للتكوين وتبادل الخبرات والتجارب، ونقل حقيقة ما يجري في مخيمات الصحراويين المحتجزين في تندوف إلى العالم من انتهاكات موثقة، وشهادات حية بشأنها لضحايا التعذيب على يد ميليشيات البوليساريو. من جهته، قال محمد الشيخ إسماعيلي، رئيس "منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف"، في تصريح ل "المغربية" إن مشاركة المنظمة في دورة مراكش تأتي في سياق سعيها لإيصال رسالة إلى مختلف مكونات المجتمع الحقوقي الوطني والدولي، لرفع التعتيم عن معاناة سكان المخيمات، خاصة في المحافل الدولية. وأضاف أن "المنظمة تستغرب تغييب موضوع انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف في وسائل الإعلام ولدى المنظمات الحقوقية"، مشيرا إلى أن "حقوق الإنسان لا تقبل الازدواجية في التعامل، ففي الوقت الذي نرى اهتماما بالغا بحالات معينة في أمكنة معينة، لا نسمع شيئا عما يجري في مخيمات تندوف، التي ترزح تحت الحصار، وتنتهك فيها الحقوق، منذ نحو 40 سنة". وقال رئيس منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف إن "هناك أكثر من 600 حالة اعتقال غير مبررة، ومئات حالات الاختفاء لا سبيل لمعرفة مصير أصحابها، وما يزيد الوضع تعقيدا، أن الانتهاكات ترتكب على يد أفراد في تنظيم مسلح (البوليساريو)، فوق أرض دولة (الجزائر)، لا تسمح بالتحقيق في ما يجري فوق أرضها". واستنكر محمد الشيخ عدم تفاعل المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام مع ما يجري في مخيمات تندوف على مدى 4 عقود، وقال "إذا لم تسمح السلطات الجزائرية حتى بإجراء إحصاء للصحراويين في تلك المخيمات، فهناك وسائل دولية لا بد من استعمالها للكشف عن الأوضاع الحقوقية هناك". وحول مشاركة المنظمة في ملتقى مراكش، قال محمد الشيخ "سنثير مجموعة من القضايا الحقوقية، على خلفية منع حرية التعبير والرأي وفرض سيطرة البوليساريو على كافة صحراويي المخيمات، واستغلال أوضاعهم في الدعاية السياسية"، مضيفا أن حالات ستعرض موثقة بتقارير وصور حية للانتهاكات، التي تتعرض لها الصحراويات والصحراويون على اختلاف الفئات العمرية، وذكر أن حالة مصطفى سلمى وعلال الناجم وآخرين تتضمن كافة أشكال انتهاك حقوق الإنسان، من اختطاف واعتقال وتعذيب وإبعاد قسري.