قال نور الدين عيوش، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن الدولة المغربية والوزارة الوصيّة يجب أن تكون لديهما الشجاعة والمسؤولية لتطبيق القرار الذي اتّخذتاه في صالح التلاميذ جميعِهِم، ولو لم يكن هناك توافق، ضد بعض الناس، وضدّ حزبٍ أو حزبَين لم يريدا التصويت لصالح مشروع القانون الإطار المتعلّق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. وفي تدخّله، مساء الجمعة، في ندوة هسبريس حول "جدل فرنسة التعليم"، نفى عيوش أن يكون أحد ما ينادي بوجوب تحطيم اللغة العربية، ووصف ذلك ب"الخطر"، مضيفا أن "للعربية مكانتها والكل يحترمها، مع وجوب عدم نسيان لغتنا الرسمية الثانية الأمازيغية، وإيلائها الأهمية نفسها". وربط عيوش إتقان العربية والفرنسية والإنجليزية قريبا بالمغرب بفرص الشغل التي سيتخرّج الأطفال ليجدوها، وتمنّى أن تكون لغة التدريس مستقبلا في السنوات العشر أو الخمس عشرة سنة المقبلة هي الإنجليزية، لأن الأساس هو "البحث عن اللغة الأحسن في مناصب الشغل". واستحضر المختص في مجال الإشهار تجربته مع المقاولات الموجودة بالبلد، قائلا إن المتقدم للحصول على وظيفة بهذه المقاولات إذا لم يكن متقنا للفرنسية والإنجليزية لا يقبل بها. وأوضح أن "من يتحكمون في اقتصاد المغرب هم من درسوا بالفرنسية والإنجليزية"، مضيفا أنه يفكّر "في أبناء الشعب من أجل أن تكون للمدرسة العمومية الثقة والجودة التي فقدتها". وذكر عيوش أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي قام بتقويم التعريب، ووجد أن المغاربة "لا يتقنون أي لغة، لا العربية ولا الفرنسية ولا الإنجليزية". كما عرج على المشاكل الكبيرة للمدرسة المغربية، مثل الهدر المدرسي الكبير جدا، و"المشكل العميق" بسبب عدم جودة المدرسة والبيداغوجيا، وما يتعلّق بالأساتذة المكونين برؤية حداثية متطورة، والمشاكل الأخرى، التي من بينها مشكل اللغة. وانتقد عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عدم استقبال التلاميذ عند بلوغهم سنّ التّمدرس بلغتهم الأم، وهو ما ينتج عنه غياب التفاهم، الذي يؤدي إلى مشاكل عند الأطفال. وأضاف أنه يقتضي استقبال هؤلاء التلاميذ في المدارس المغربية بلغاتهم الأم: الدارجة المغربية، تاشلحيت، تاريفيت والحسانية. واستحضر عيوش تجربة مدارس "زاكورة"، التي يُستقبَل فيها التلاميذ لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة بلغاتهم الأمّ من أجل تحبيبها إليهم، وهو ما جعل نسب نجاح بعض هذه المدارس تصل إلى مائة بالمائة، يقول عيوش، الذي تمنّى أن "يتقن المغاربة اللغات الأربع التي خاطب بها الملكُ العالمَ أمام البابا"، في إشارة إلى الخطاب الملكي بالرباط بمناسبة زيارة البابا فرانسيس للمغرب، الذي تلاه الملك بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية. تجدر الإشارة إلى أن ندوة هسبريس بُثَّت بشكل مباشر على صفحة الجريدة الإلكترونية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وجمعت إضافة إلى عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي نور الدين عيوش، أستاذ العلوم السياسية حسن أوريد، ونائب الكاتب العام للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية محمد بلحسن.