أعلن بالرباط عن إحداث خلية للتفكير في الصحافة والإعلام والاتصال بين فعاليات إعلامية صينية ومغربية، في ختام ندوة نظمت عشية أمس السبت تحت شعار "الحزام والطريق" خصصت لتبادل الرأي حول عدد من القضايا بين عدد من الخبراء في الصحافة وإعلاميين مهنيين بالبلدين. وستتولى هذه الخلية، التي تتألف من ستة أعضاء، ثلاثة من الصين ومثلهم من المغرب، وهي تنضاف إلى الآليات القائمة الرسمية والمدنية، بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين المغرب والصين في مختلف مجالات الصحافة والإعلام والاتصال. ومن المشاريع التي اقترحها المشاركون في هذا اللقاء، الذي احتضنه فضاء المركز الثقافي الصيني، القيام بأبحاث ودراسات مشتركة، في الصحافة والإعلام والاتصال وتبادل التجارب والخبرات والمعلومات حول ميادين الشأن الإعلامي، باستحضار التحديات التي تطرحها التحولات التكنولوجية والثورة الرقمية. وقد تميزت هذه الندوة، التي أسهم فيها جامعيون وخبراء في الصحافة والإعلام والاتصال من الصين وإعلاميون مغاربة من منابر مختلفة تمثل كلا من الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية العمومية والخاصة والإلكترونية، بتبادل الرأي حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مجال الإعلام والاتصال. واستعرضت مداخلات المشاركين في الندوة الإطار العام القانوني والمهني الذي تشتغل ضمنه الصحافة ووسائل الإعلام بالبلدين، ووضعية البحث الأكاديمي في هذا الميدان، وآفاقه في ظل التحولات المتسارعة والمتغيرات الدولية. المشاركون في الندوة، الذين شددوا على ضرورة الاستفادة مما توفره التكنولوجيات الحديثة من إمكانات جديدة للتواصل، نبهوا في هذا الصدد إلى بعض الانعكاسات السلبية لهذه التحولات على الأداء المهني للإعلاميين، خاصة الإشكالات المرتبطة بأخلاقيات مهن الإعلام الذي أضحى يتطلب تكوينا يتجاوب هذا الحاجيات الحقيقية للإعلاميين. كما تطرق المشاركون إلى الأهمية الخاصة التي تكتسيها الأبحاث والدراسات في مجال الإعلام والاتصال، وكذا تبادل التجارب والخبرات، بهدف التعريف بشكل أكبر وأفضل بالبلدين، وتجاوز النظرة النمطية التي تحاول ترسيخها بعض وسائل الإعلام الأجنبية عنهما؛ وهو ما يتطلب اعتماد الإعلاميين والأكاديميين بالبلدين على المعطيات والمعلومات من مصادرها، تفاديا للوقوع في التضليل. وشكل البحث عن الآليات والسبل الكفيلة بمساهمة الفعاليات الإعلامية والأكاديمية في ميدان الصحافة والإعلام والاتصال في تعزيز التعاون القائم بين البلدين، والرقي به ليكون في مستوى العلاقات التاريخية والسياسية القائمة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة المغربية. وأبرز الدكتور باي غوي، رئيس الوفد الصيني الذي يشغل في الآن نفسه منصب أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة هيباي التي تأسست سنة 1921، أن الجامعات والمعاهد الصينية تتوفر على أزيد من 400 تخصص في مجالات الصحافة والإعلام والاتصال، ويدرسون بها ما يناهز 200 ألف طالب. وأوضح الدكتور باي غوي أن بلاده تولي أهمية خاصة في الوقت الراهن، لتنمية القدرات في الإعلام الرقمي والذكاء الصناعي، معبرا عن الاستعداد لوضع هذه الخبرات والتجارب رهن إشارة الإعلاميين المغاربة. وبعدما أشاد بمستوى النقاش الذي ساد خلال الندوة، أعرب الجامعي الصيني عن الأمل في أن تتمكن الخلية المحدثة من تفعيل المقترحات المهمة التي جرى تقديمها خلال هذه الندوة التي شاركت فيها لي (زكية) نينغ، مديرة معهد كونفيشيوس بجامعة محمد الخامس بالرباط، وترجمتها في برامج ملموسة مؤكدا أن من شأن دعم هذه الخلية وتفعيل عملها سيسهم في تعزيز التواصل في مجال الإعلام والاتصال.