بمنطقة كاب درعة، غير بعيد عن مدينة طانطان، استمرت ظهر اليوم الأربعاء مناورات الأسد الإفريقي لسنة 2019، حيث انتقل الجيشان المغربي والأمريكي إلى التدرب على إصابة الأهداف البعيدة عن طريق التصويب بالقذائف، فضلا عن الاستعراض الجوي، الذي قدمته طائرات "إف 16" أمام وفد عسكري رفيع المستوى من كلا الجانبين. التدريب الذي استمر للأسبوع الثاني على التوالي، شهد استخدام الذخيرة الحية لأول مرة من طرف الجيشين، بعد رصد الأهداف وقصفها بشكل مباشر ودقيق، بالإضافة إلى التدرب على مهارات الاختراق بواسطة سيارات "جيب" الخفيفة، التي انتظمت على شكل صفوف تتجه في أوقات متفاوتة صوب العدو. واستعرضت طائرات كلا الجيشين اختراقاتها للمجالات الجوية، وتحركها بشكل سلس في السماء، كما عمدت إلى رصد كل جوانب ميدان التدريب، ومراقبة تحركات مرتقبة للعدو، فيما حصنت السيارات المسلحة المجال الأرضي. وفي هذا الصدد، قال راجر كلودي، القائد العام لقوات الجيش الأمريكي بإفريقيا، إن "التداريب التي أقيمت اليوم هي تتويج لأسبوعين من المران بمعسكرات مناورات الأسد الإفريقي لسنة 2019"، مشيرا إلى أن "الجيشين الأمريكي والمغربي وبقية الحلفاء عملوا على تطوير تدريبات مكثفة". وأضاف كلودي، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أنه "سعيد جدا بالعرض الذي تم تقديمه، حيث تم تدريب القوات البرية والجوية والبحرية على حد سواء، تحت إشراف الفرق المشتركة والقيادة العامة"، مشيرا إلى أن الشراكة التي تجمع أمريكا بالجيش المغربي مهمة، ومن الجيد التطلع دائما إلى المحافظة عليها". وأوضح القيادي العسكري الأمريكي أنه يتطلع إلى "تطوير مناورات الأسد الإفريقي مستقبلا، خصوصا خلال الدورة المقبلة سنة 2020"، مشيرا إلى أنه متحمس للأمر بشدة. يُذكَر أن عملية "الأسد الإفريقي" عبارة عن مناورات عسكرية تنظم سنوياً، وتهدف إلى تحسين التشغيل والفهم المتبادل لتكتيكات كل دولة وتقنياتها وإجراءاتها. وتقود قوات مشاة البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا مناورات الأسد الإفريقي لسنة 2019. وترعى القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا هذه العملية، وتشمل التدريب العسكري في أنشطة القيادة، وأنشطة أكاديمية، وتدريباً ميدانياً، وجميعها تُركز على مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة، فضلاً عن التدريب على الطيران، ومهمة المساعدة المدنية الإنسانية، وحوار كبار القادة.