انطلقت فعاليات "أسبوع مناهضة الاستعمار والأبارتيد الإسرائيلي في المغرب"، الثلاثاء بمدينة الدارالبيضاء، حيث نظمت "حركة مقاطعة إسرائيل" ندوة استضافت فيها أحد النشطاء الفلسطينيين، الذي يعمل على توثيق القرى الفلسطينية المهجرة، بعد احتكاكه مع الفلسطينيين في مختلف ربوع العالم. ويركز طارق البكري، الذي أطلق مبادرة شخصية في التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، على توثيق القرى المهجرة عام 1948، إلى جانب توثيق مختلف المعالم الفلسطينية عبر تقنية الصوت والصورة، ليقوم ببث الأشرطة في مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لقدرة الوسائط الرقمية على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المواطنين عبر العالم. في هذا الصدد، قال سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المغربي الذي قام بتسيير أطوار الندوة: "الحدث يأتي في سياق تنظيم الأسبوع الخاص بمناهضة الاستعمار والأبارتيد والعنصرية الصهيونية، وهو الموعد الذي دأبنا على تنظيمه كل سنة خلال فصل الربيع في مؤسسات جامعية ومدارس عليا عبر العالم، بحيث تشارك فيه بشكل واسع معدل يقارب 250 مؤسسة جامعية". وأضاف أسيدون، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأسبوع استضاف هذه السنة أحد الشباب الذين يشتغلون على التوثيق التصويري، وهو عمل مهم للغاية، لأن له أبعادا تاريخية وعلمية بخصوص الهجرة"، موضحا أن "الشاب الفلسطيني يركز في أعماله على تقريب وضعية أماكن الماضي من شوارع وقرى ومنازل، وكذلك مقارنتها بما وصلت إليه حاليا". وقال الناشط الحقوقي: "العمل يهدف إلى إحياء الذكرى الفلسطينية وتوثيق حق العودة، لأن كل ما نقوم به لدعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر العالم أساسه صمود الشعب الفلسطيني على أرضه"، وزاد مستدركا: "لكن يجب التركيز أيضا على ذاكرة الشعب، بغية الدفاع عن حقه في أرض فلسطين، على غرار تظاهرات الشباب الفلسطيني في السياج بمخيم غزة، الذي يموت منه العشرات ويصاب الآلاف منذ ثلاثين مارس من 2018". أما طارق البكري، الناشط الفلسطيني، فأشار إلى كون "الأسلوب الذي يستعمله عبارة عن توثيق بصري"، وزاد: "أوظف الحكاية والصور القديمة التي يرسلها الفلسطينيون بالشتات، ذلك أنني أقوم بتوثيق القرى والشوارع الفلسطينية بطريقة بسيطة عبر تقنية الفيديو والصورة". وشدد البكري، في تصريح له لجريدة هسبريس، على أن "التوثيق البصري يضطلع بأهمية كبرى في سبيل محاربة الاحتلال الصهيوني، الذي يشتغل على محو الذاكرة الفلسطينية"، مردفا: "نحن في حرب ذاكرة، ما دفعني إلى الانغماس في هذا المجال للتأكيد على الرواية الفلسطينية الحقيقية التي غُيّرت وهُمشت". وختم المتحدث تصريحه بالقول: "أصطحب الفلسطيني إلى بيته، الذي صارت تسكنه عائلات إسرائيلية، بفعل القوانين الجائرة والعنصرية التي سنّها الاحتلال، ولعل أهمها قانون حارس أملاك الغائبين؛ ومن ثمة فإنها تسيطر على أملاك الفلسطينيين. ومن لم يتمكن من القدوم إلى فلسطين فإنني أقوم بتوثيق المنزل بالصوت والصورة مع العائلة"، منبها إلى أن أعماله "تطوعية فقط ولا يقف وراءها أي تمويل داخلي أو خارجي".