قالت وزارة العدل الأمريكية إن شركة فيرزينيونس للرعاية الطبية، التي تتخذ ألمانيا مقراً رئيساً لها، وافقت على دفع حوالي 231 مليون دولار كتسوية للاتهامات التي وُجهت إليها بتقديم رشاوى لمسؤولي وزارات الصحة والحكومات في عدد من الدول، ومن بينها المغرب. وأوردت الوزارة، في بلاغ لها، أن الشركة أقرت ضمن تسوية أنها دفعت رشاوى لمسؤولين في دول منها أنغولا والمملكة العربية السعودية والمغرب. ووافقت وزارة العدل الأمريكية على عدم مقاضاة الشركة جنائياً مقابل دفعها غرامة مالية قدرها 84 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى أداء مبلغ 147 مليون دولار لهيئة الأوراق المالية والبورصات لتسوية التهم المدنية. وجاءت هذه التسوية مع الشركة الألمانية، التي تُركز نسبة مهمة من أعمالها في أمريكا، بعد محاولات قامت بها وزارة العدل الأمريكية لتشجيع الشركات المنتهكة لقانون الممارسات الأجنبية الفاسدة FCPA على الإبلاغ عن نفسها مقابل تراجع النيابة العامة وتخفيف العقوبات. وشركة فيرزينيونس للرعاية الطبية ألمانية متخصصة في غسل الكلي وتقنيات العلاج خارج الجسم، ولها فروع في أكثر من 13 بلداً عبر العالم، من بينها المغرب؛ وقد اتهمتها النيابة العامة الأمريكية بربح أكثر من 140 مليون دولار بشكل غير قانوني من خلال تقديم رشاوى ما بين 2007 و2016 للحصول على صفقات. وكشفت وزارة العدل الأمريكية أن الشركة الألمانية دفعت رشاوى لمسؤول حكومي مغربي من أجل الفوز بصفقات لتطوير مراكز غسل الكلى في المستشفيات العسكرية في المملكة، إذ دفعت له مسبقاً 10 في المائة من قيمة العقد؛ في حين لم تكشف تفاصيل أوفى حول الموضوع. وتفيد المعطيات، التي كشفتها وزارة العدل الأمريكية، أن الأمر نفسه قامت به الشركة الألمانية في كل من أنغولا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا، إضافة إلى دول غرب إفريقيا وتركيا، للحصول على مزايا الفوز بصفقات في قطاع الخدمات الطبية، وهو ما أهلها لتحقيق أرباح كبيرة طيلة سنوات. وقالت رايس باول، الرئيسة التنفيذية للشركة الألمانية، في بيان نشرته عقب التوصل إلى اتفاق مع السلطات الأمريكية مقابل عدم المتابعة: "يسرنا أن نختم هذه التحقيقات ونحل المشاكل التي حددناها وكشفناها طواعيةً للسلطات الأمريكية". وتُعتبر شركة فيرزينيونس للرعاية الطبية أكبر مزود لخدمات ومنتجات غسل الكلى في العالم من خلال شبكة مكونة من 3928 مصحة خاصة بغسيل الكلى، يستفيد منها أكثر من 330 ألف مريض حول العالم، وهي مُدرَجة في بورصتي فراكفورت ونيويورك للأوراق المالية.