بالحيويّة نفْسِها التي يطلُّ بها على جمهوره ومتابعيه في وسائل التواصل الاجتماعي كلّ صباح، ظهرَ رئيس الطّباخين في قصر الإليزيه الفرنسي، غيوم غوميز، في لقاء جمعهُ الخميس بعدد من هُواة فن الطّبخ المغاربة، إذ نقلَ سحرَ المطبخ الفرنسي بتوابله العبقة وزينة موَائدهِ الفاخرة وأطباقهِ الشهيّة، باعتبارهِ يمثل "صورة فرنسا، البلد المعروف بمطبخه الشهي والمتجدد في العالم". غُيوم غوميز، أو "كبيرُ رجالات المطبخ الفرنسي"، حازَ جائزة أفضل عامل في فرنسا سنة 2004، وعمرهُ لا يتجاوز آنذاك 25 سنة، وخدمَ تحت إمرة أربعة رؤساء في القصر الرئاسي: جاك شيراك، نيكولا ساركوزي، فرنسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، كما يعمل في العديد من المؤتمرات الدولية، مثل مؤتمر G8 وG20، ويعتبر أحد أفضل سفراء المطبخ الفرنسي، وحصل عام 2012 على جائزة "Le Prix du Rayonnement Français" لفن الطّهي. سفير المطبخ الفرنسي حضرَ إلى الرباط ليتقاسمَ تجربته وباعهُ الطويل في مجال الطهي لفائدة عشّاق وهواة فن الطبخ، ويقول في لقاء نظمه المعهد الفرنسي بالرباط: "منذ عام 1997 وأنا أشتغلُ في قصر الإليزيه في خدمة رئيس الجمهورية". واعترفَ غيوم بأنّ ولوجهُ إلى القصر الرئاسي كانَ عن طريق أحد معارفهِ "par piston"، وهو "الشاف" جاك لو ديفيليك، "الذي كان الرئيس ميتران يتناول طعامه يوميًا تقريبًا"، وهو الذي أوْصى بالاعتناء به في إطار خدمته العسكرية. وكان لغيوم غوميز الاختيار بين ماتينيون والإليزيه؛ وقد اختار أن يخدُمَ رئيس الجمهورية جاك شيراك في ذلك الوقت. شيراك وساركوزي وهولندا وماكرون...كل هؤلاء الرؤساء مرّوا على القصر الرّئاسي في الإليزيه، وبقي غيوم غوميز، الذي أصبحَ يمثّل مرجعاً رئيسياً للمطبخ الفرنسي، وخلال سنة 2013، أصبح رئيس الطهاة في القصر، خلفًا لبرنارد فاوسيون، الذي غادر بعد أربعين عامًا من الخدمة. ويتم تقديم حوالي 95 ألف وجبة كل سنة في القصر الرئاسي، يتم إعدادها من قبل مجموعة تتكون من 28 شخصًا. ودعا الحائز على الوسام الوطني للاستحقاق من الرئيس نيكولا ساركوزي في العام 2012، وعلى العديد من الأوسمة والجوائز، الطلبة والمتدربين في مجال الطبخ إلى الاستمتاع بما يقومون به، وأن يعملوا بشغفٍ كبير حتى لا يشعروا بالملل، لأن الطبخ المغربي متنوع وساحر، وزاد: "المأكولات المغربية هزتني منذ طفولتي". وأضاف غيوم، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن "المطبخ المغربي ينافس دولاً معروفة ومتقدمة بفضل ظهور الطهاة المغاربة المعترف بهم في جميع أنحاء العالم"، مردفا: "هناك تاريخ مشترك بين بلدينا يجعل المطبخ الفرنسي موضع تقدير في المغرب، والمطبخ المغربي يحظى بالتقدير في فرنسا"، ومذكراً بأن "الكسكس واحد من أكثر الأطباق المفضلة لدى الفرنسيين". وختم طبّاخ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً: "السفر يساعدُ هواة الطبخ على اكتساب تجارب جديدة ومعرفة أمور إضافية مع بعض من الشغف الذي يجعلُ المرء يتطور نحو الأفضل"، مشيراً إلى أن ما يجعلُه مفتخراً بما حققه هو "مثابرته وتشجيعه الدائم على مواصلة المشوار وتجنب الإحساس بالملل".