ما معنى أن تكونَ طباخ الرّئيس، تجولُ في أرْوقة القُصور وتتنقّلُ مع الرؤساء إلى المؤتمرات الدولية وتستقبلُ كبار قادة العالم؟ يجيبُ رئيس الطّباخين في قصر الإليزيه الفرنسي، غيوم غوميز، بأنّ "السرّ يكمنُ في أنْ تكون مفتوناً بجماليات المطبخ حتى تبتكرَ وتبدعَ أشياء جديدة ولا تُحسَّ بالملل"، مشيراً إلى أنّ "الرّهان هو الحفاظ على تنوع الثقافة الفرنسية المعروفة بمطبخها الشهي والمتجدد في العالم". هو كبيرُ الطباخين في القصر الرّئاسي الفرنسي الذي ولجهُ وعمره لا يتجاوز 22 سنة، بعدما أمضى سنوات في الخدمة العسكرية..غُيوم غوميز، أو "كبيرُ رجالات المطبخ الفرنسي"، رحّب بكلّ الأسئلة التي تخصُّ عالم الطّهي والبروتكولات، ورفضَ الإجابة عن سؤال واحدٍ دائماً ما يواجههُ، ويتعلق بالأطباق التي يعْشقها الرؤساء الفرنسيون، وقالَ: "أنا أحترمُ الجانب البروتوكولي في عملي ولا أقدر على الإجابة"، وزاد معترفاً: "أذواق الرئيس مثيرة للاهتمام". وفي سرْدهِ لولوجهِ الإليزيه يقول الطباخ الفرنسي الحائز على جائزة أفضل عامل سنة 2004: "حينما ولجتُ إلى الإليزيه لأول مرة كانَ هناك 3 طبّاخون يؤمنون طعامَ الرّئيس في القصر الرئاسي، كانوا هناكَ منذ عهد شارل ديغول"، موردا في دردشة مع هسبريس: "الآن مضت أكثر من 22 سنة وأنا في الإليزيه، ولا أشعرُ بالملل"، وزاد موضحا أنه يجدّد مهاراته في الطهي ويلتقي بطهاة ويتبادل معهم الخبرات. وعن الطبق الرّئاسي وكيف يتمّ إعدادهُ، يجيبُ كبير الطباخين الفرنسيين: "يجب أن يراعي كلّ الطقوس البروتوكولية الموجودة في القصر، ويتمّ تحضيره وفقَ برنامج جماعي مشترك يتقاسمهُ الطباخون ومزيّنو الطاولات والستائر والمسؤولون عن المناديل ومعدات الأكل والورود والموسيقى". وحازَ غيوم جائزة أفضل عامل في فرنسا سنة 2004، وعمرهُ لا يتجاوز آنذاك 25 سنة، وخدمَ تحت إمرة أربعة رؤساء في القصر الرئاسي: جاك شيراك، نيكولا ساركوزي، فرنسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، كما يعمل في العديد من المؤتمرات الدولية، مثل مؤتمر G8 وG20، ويعتبر أحد أفضل سفراء المطبخ الفرنسي، وحصل عام 2012 على جائزة "Le Prix du Rayonnement Français" لفن الطّهي. ويضيفُ الطباخ الفرنسي: "نعمل كخلية نحل ولا نترك شيئا للصدفة، خلال استقبال أي مسؤول في القصر نجتمع للترحيب به، ويكون هناك موسيقيون.. يجب أن يشعرُ ابتداء من دخوله الأجواء الفرنسية أنَّ الزيارة التي يقوم بها ليست عادية"، مورداً أنه استقبل الملك محمد السادس والملك الراحل الحسن الثاني أكثر من مرة، وزاد: "هناك طقوس بروتوكولية فرنسية تختلفُ عن نظيرتها المغربية، ولذلك يجب أن نعرف كل شيء عن ذوق صاحب الجلالة والوفد المرافق له". وعن طريقة إعداده الوجبات لكبار المسؤولين يقول غيوم: "نقوم بتقديم لائحة الأطباق للرئيس الفرنسي، تضم الوجبات الرئيسية والمكملة، وهو الذي يختار الطبق الذي يجب تقديمه للضيف"، مردفا: "ضروري أن نلتزمَ بكل ما هو فرنسي بالطبع، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الضيف حتى يحسّ كما لو أنه في وطنه". وأكمل الطباخ ذاته: "هناك عدد من المأكولات المغربية التي أخذت طريقها إلى القصر الرئاسي الفرنسي، مثلَ الكسكس، الذي يمثل طبقاً رئيسيا للمغاربة، ووجبة "البايلا"، مشيراً أنه دائما كانَ يريدُ أن يكون طباخاً رغم تفوقه الدراسي. وعن حضوره الدائم على وسائل التواصل الاجتماعي قال غيوم: "إنها وسيلة للانفتاح على الآخرين، وللحفاظ على اتصال مع طهاة رؤساء دول مجموعة العشرين، مثل دونالد ترامب، وأنجيلا ميركل، والملكة إليزابيث...وهذا يسمح أيضًا بطرح وتبادل أفكار جديدة مع باقي الطهاة الاحترافيين". وعن اللحظات القوية التي عاشها في الإليزيه طوال مشواره المهني، يجيبُ غيوم: "الأسبوع الماضي كانت لحظة رائعة عندما أخذ الرئيس الفرنسي ماكرون صورة جماعية مع طاقمي على هامش الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني. كما أن فوزي بجائزة أحسن عامل في فرنسا أثرت في تجربتي كثيراً".