منذ عهد نابليون الثالث وأوجيني، آخر أباطرة فرنسا، كانت علاقات الحب والقصص الغرامية، عنصراً ثابتاً في قصر الإليزيه، المقر الرسمي لرئيس الجمهورية الفرنسية. في ذلك الوقت، كان نابليون الثالث يخون زوجته، حيث دأب على مغادرة القصر عند حلول الظلام، عبر ممرات مظلمة للقاء خليلته. وقد كانت هذه الممرات بمثابة وسيلة آمنة من شأنها أن تخفي سر إمبراطور فرنسا. وبعد مرور قرن ونصف، أصبحت هذه الممرات المظلمة، وسيلة فرانسوا هولاند، الذي لم يتوان عن مغادرة سرير فاليري تريفلير، حتى يصل إلى شقة جولي غاييه، التي تقع في وسط العاصمة، باريس، حسب صحيفة أيه بي سي الإسبانية. على العموم، تواترت قصص العشق والخيانة، في صلب قصر الإليزيه منذ أن تحول إلى المقر الرسمي لرئيس الدولة. ولعل من أكثر الفضائح شهرة التي اهتزت على وقعها فرنسا، حادثة وفاة الرئيس الفرنسي، فيليكس فور عام 1899، فجأة في قصر الإليزيه أثناء مقابلته لعشيقته مارغريت ستنهيل. في المقابل، وخلال بداية الجمهورية الخامسة، تغلبت العلاقة الصلبة التي جمعت بين الجنرال شارل ديغول وزوجته إيفون، على التقاليد العاطفية التي غلبت عليها الخيانة في قصر الإليزيه. لكن، سرعان ما عادت هذه العلاقات المشبوهة لتكتسح ممرات القصر الرئاسي، التي كانت جلية للملأ في الكثير من الأحيان. حالات الخيانة في قصر الإليزيه معدودة في واقع الأمر، انتهت تجربة فاليري جيسكار ديستان، في منصب الرئاسة، دون فضائح عاطفية تذكر. وفي الأثناء، تواترت الشائعات عن اهتمام وشغف جيسكار بجمال واحدة من وزرائه. ولكن، بمجرد تنحيه عن دفة الحكم وتسلم رئيس فرنسي آخر لمهام الحكم، تداول الفرنسيون العديد من القصص حول علاقة الرئيس السابق مع إحدى المستشارات الفاعلات في الساحة السياسية الفرنسية. وبمرور الوقت، أصبحت هذه المرأة، مستشارة إيمانويل ماكرون. ميتران خيانات متعددة من جهة أخرى، تحول قصر الإليزيه إلى ساحة استعراض مسرحي إبان قدوم فرانسوا ميتران. في بداية الأمر، استقر الرئيس الفرنسي المنتخب مع زوجته في غرفة النوم الرئيسية في القصر، التي تقع بمقربة من الغرفة التي كانت تحتلها أوجيني ونابليون الثالث. وفيما بعد، سمح الرئيس الفرنسي، ميتران، لعشيقته المشهورة، آن بينجو، وابنتها مازارين، بالاستقرار في قصر مجاور. من الواضح أن الرئيس ميتران كان يعيش في المركب الرئاسي، مع عائلتين، دون أن تتفطن كل من زوجته وعشيقته إلى الأمر، على مدار 14 سنة. وخلال هذه الفترة، لم يصادف وأن التقى أبناء الزوجة الأولى وأبناء الثانية. وقد استمر الحال على هذا النحو إلى أن توفي ميتران، حيث التقت العائلتان لأول مرة في المقبرة. وبالإضافة إلى هذه الوقائع المثيرة، شهدت فرنسا الكثير من المغامرات الأخرى، من توقيع ميتران. ومن بين المغامرات الأسطورية للرئيس الفرنسي، قصته مع الصحفية السويسرية، ميشيل كوتا، علماً وأن كوتا تعد من أكثر الشخصيات قرباً منه ومعرفة له. وفي هذا الإطار، صرحت الصحفية السويسرية أنه "في الكثير من الأحيان، كان الرئيس الفرنسي يميل إلى تناول العشاء مع الكثير من النساء في الوقت نفسه، دون أن تعرف أي منهن، من التي ستقضي الليلة مع الرئيس". شيراك والانفصال الوشيك لم تفسح حالة الصخب والحرب السياسية التي كانت تشهدها فرنسا، المجال للرئيس جاك شيراك للهو والتمتع بالقصص الغرامية. في المقابل، كسرت برناديت شيراك، زوجة الرئيس السابق، الصمت حول القصص الغرامية في قصر الإليزيه خلال فترة حكم زوجها. وقد احتوى كتاب برناديت، الذي دونت فيه السيرة الذاتية لزوجها، شيراك، على تفاصيل علاقات الخيانة وقصص الحب المخفية في القصر. وفي هذا الكتاب، اعترفت برناديت بأنها كانت على وشك إنهاء علاقتها الزوجية بالرئيس السابق، في عدة مناسبات، وذلك بسبب الأكاذيب التي أصابتها بخيبة أمال كبيرة في زوجها، فضلاً عن علاقاته الغرامية وخيانته لها. ومن خلال صفحات كتابها، وصفت زوجة الرئيس السابق، بدقة، النجاحات التي حققها شيراك بين الفتيات من جميع الأعمار. ومن بين مغامرات الرئيس، التي لم تؤكد صحتها بعد، قصة شيراك العابرة مع الممثلة السينمائية، كلاوديا كاردينالي. والجدير بالذكر أن قصر الإليزيه استعاد مرة أخرى أهميته السياسية، مع قدوم نيكولا ساركوزي، إلى الحكم. وإثر حملته الانتخابية الناجحة، التي تخللتها العديد من الشائعات بشأن طلاقه من زوجته، استقر ساركوزي، في القصر الرئاسي برفقة زوجته الثانية، سيسيليا ساركوزي. على العموم، جمعت نيكولا ساركوزي بزوجته الثانية لقاءات خاصة حتى قبل زواجهما. ومن المثير للاهتمام أن اللقاء الأول بين ساركوزي وزوجته الثانية، كان في بيت زوجها الأول جاك مارتن، الذي كان صديقاً لساركوزي. أعداء حميمون في الحقيقة، لم يتردد أعداء ساركوزي الحميمون وعلى رأسهم، دومينيك دو فيلبان، عن مدّ زوجته الثانية، سيسيليا، بتسجيلات عاطفية بين ساركوزي ونساء أخريات. وقد أدت هذه التسريبات إلى نشوب أزمة أخرى بين ساركوزي وزوجته. وفي وقت لاحق، نشرت الصحيفة الأسبوعية، "باري ماتش"، صوراً لسيسيليا ساركوزي، وأحد مستشاري ساركوزي، ريتشارد أتياس، في مشاهد حميمية. وكانت هذه الفضيحة الغرامية الأخيرة، القطرة التي أفاضت الكأس ووضعت نهاية للعلاقة بين الزوجين. وفي الأثناء، قررت سيسيليا الهرب إلى نيويورك لتعيش برفقة عشيقها وزوجها المستقبلي. وقد أفسح ذلك المجال أمام ساركوزي حتى يستضيف العديد من نجمات عالم الصحافة، إلى قصره. وفي إحدى المناسبات، أعلن ساركوزي على الملأ أنه لا يمانع البتة الوقوع في الحب مجدداً. وقد كان يقصد بذلك، علاقة الحب السرية التي تجمعه بصحفية "لوفيغارو". وفي أعقاب نهاية ولاية ساركوزي، استقر فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه برفقة فاليري تريفلير، التي كانت تعمل في صحيفة "باري ماتش"، والتي كانت عشيقته لعدة سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن فاليري تريفلير، كانت صديقة لزوجة الرئيس السابقة، سيغولين رويال. وخلال الأشهر الأولى من ولايته، كان هولاند يعيش في الإليزيه مع امرأتين فقط، الأولى زوجته تريفلير، أما الثانية فكانت سيغولين رويال، وزيرة البيئة في حكومته. وفي المقابل، سرعان ما تبين أن لهولاند عشيقة ثالثة، تعيش على بعد 500 متر فقط من قصر الإليزيه، وهي الممثلة والمنتجة السينمائية، جولي غاييه. ا العلاقة الثلاثية وسرعان ما انتهت علاقة هولاند الثلاثية، عندما نشرت صحيفة "كلوزر" صوراً للرئيس وهو يدخل منزل جولي غاييه. وقد تفاقمت الفضيحة إثر ذلك، حيث خرجت فاليري بشكل مهين من الإليزيه. وبعد أيام قضتها تريفلير في قصر "لا لانتيرن" في فرساي، استعادت المرأة قوتها لتنتقم من عشيقها السابق. وفي هذا السياق، نشرت تريفلير كتاباً مثيراً للجدل تحت عنوان "شكراً لهذه اللحظات"، الذي كان بمثابة فضيحة مدوية بالنسبة لهولاند. السوار المفقود من جانب آخر، تداولت الساحة الفرنسية، في أعقاب فشل فرانسوا فيون خلال الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، الكثير من الأخبار حول علاقته بكارولين مورارد التي كانت تعمل ضمن فريقه. وقد أشارت الأخبار إلى أنه وبعد مرور الوفد المرافق لفيون بفندق أجاكسيو، لم تغادر مورارد الفندق وقضت الليلة مع رئيسها في العمل. وقد ثبتت التهمة إبان ظهور سوار الذهب المبهرج، الخاص بمورارد في شقة فيون. من المرجح أن يفتح الفائز المقبل بمنصب الرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون أو مارين لوبان، صفحة جديدة في كتاب القصص الغرامية داخل الإليزيه، التي عادة ما تنطلق إما بمزحة أو مديح. ولا يفوتنا التذكير بأن "الإليزيه يمكن أن يشهد علاقة "أوديبية" (نسبة إلى عقدة أوديب)، تكونت على إثر تلبية المعلمة لطلب تلميذها الذي يصغرها سناً بخمسة وعشرين سنة، حسب الصحيفة. تجمع هذه العلاقة بين ماكرون الطالب، وبريجيت تروجنيوك، معلمة الدراما بالمدرسة التي ستتحول إلى السيدة الأولى بعد أن كانت مستشارة ماكرون".