لا قوانين تحدد مهام زوجات رؤساء الدول لكن كل منهن تخترع في كل مرة على طريقتها دورا يؤثر شاءت أو أبت في السياسية والمجتمع. وفي فرنسا اشتهرت دانييل ميتران زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران بصراحتها المقلقة في بعض الأحيان ودفاعها عن عدة قضايا واشتهرت برناديت شيراك زوجة الرئيس السابق جاك شيراك بعملية «النقود الصفراء» لمساعدة المحتاجين... وستلعب فاليري تريرفيلر شريكة حياة الرئيس الجديد فرانسوا هولاند دور السيدة الفرنسية الأولى إلى جانبه، بعد أن عملت أثناء الحملة على تعزيز موقعه عبر المقابلات الصحافية وشبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلى التجمعات الانتخابية. وعلى خلاف كارلا بروني زوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والتي كبرت في عائلة ثرية، تنحدر فاليري تريرفيلر التي تبلغ من العمر 47 عاما من عائلة متواضعة. وأكدت تريرفيلر أنها «فخورة» بأصولها. وإن كانت كارلا بروني قد عرفت الشهرة كعارضة أزياء ومغنية ثم كسيدة فرنسا الأولى فإن فاليري تريرفيلر قد استطلعت عالم المشاهير والسياسيين والفنانين من زاوية أخرى بحكم عملها كصحافية ثم مشاركتها حياة المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند منذ 2006. ولدت فاليري تريرفيلر من أم تعمل في محطة تزلج في مدينة انجييه الفرنسية. توفي والدها وهي في العشرين من عمرها. وفاليري تريرفيلر مطلقة وأم لثلاثة أطفال، عرفت بنفسها لصحيفة ليبيراسيون ك «متفرجة ناشطة» و»هولاندية منذ زمن طويل» في إشارة إلى شريك حياتها فرانسوا هولاند مؤكدة أنها لم تكن تخضع إلى أي تأثير أو ضغط في حين يرى البعض أن زياراتها إلى مقر حملة هولاند، وحضورها اجتماعاته الانتخابية أو مشاركتها في بعض الأحداث التي هزت فرنسا في الفترة الأخيرة على غرار حضور مراسم دفن الجنود الذين قتلوا في مونتوبان لا يخلو من رسائل سياسية. وكانت فاليري تريرفيلر تعلق على تطور الأوضاع في بلادها وفي حياتها عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي حيث عبرت مثلا عن غضبها عند استخدام «باري ماتش» في مارس صورتها ناشرة ملفا بعنوان «الورقة الرابحة لفرانسوا هولاند، سرد ولادة قصة حب»، فكتبت فاليري «يا للصدمة عندما أجد نفسي على الصفحة الأولى من الصحيفة التي أعمل فيها». كما رحبت فاليري تريرفيلر «بالدعم الصريح والخالي من الطموح الشخصي» الذي قدمته سيغولين روايال في خطوة لتحسين العلاقات والتعامل السلس مع حضور روايال المرشحة الاشتراكية التي خسرت في انتخابات 2007، وشريكة حياة فرانسوا هولاند السابقة التي أنجبت منه أربعة أطفال. وفضلت فاليري تريرفيلر الامتناع عن التصويت في الانتخابات السابقة بدلا من دعم المرشحة التي كانت حينها منافستها. وكانت تعتني فاليري تريرفيلر بفرانسوا هولاند حيث قالت إنها كانت حريصة خلال الاجتماعات «على أن يكون معطفه قريبا منه» وإنها كانت تحاول أحيانا أن تسرق البعض من وقته «للتجول في الغابة معا». وقالت في حديث مع مجلة «فام أكتويل» وفي سياق القصص الشخصية الصغيرة أن «فراسوا هولاند لا يحب إغلاق الأبواب في البيت ولا حتى أبواب الخزانة» وأضافت «فهمت من ذلك أنه لا يغلق الباب في وجه أحد وأنه لا يملك شيئا يخفيه». ولم تعد الصحافية الأنيقة التي تعمل في «باري ماتش» وكانت تقدم برنامجا على قناة «ديريكت 8» تتناول المواضيع السياسية. وإن كانت فاليري تبدي أراءها لفرانسوا هولاند في الشكل والجوهر فهي تؤكد أن لا دور ولا تأثير لها كان في حملته الانتخابية وأن المرشح «كان يصغي إليها لكنه لا يعمل إلا ما يراه صائبا». ورغم أن لفاليري مكتب في المقر العام لحملة هولاند فإنها نادرا ما كانت تستعمله، ويقال إنها تقف وراء المظهر الجديد لهولاند الذي فقد عشرة كيلوغرامات من وزنه قبل بداية الحملة وبدا أكثر ثقة في نفسه وتمكنا من الخطاب. وأكدت فاليري تريرفيلر في الفترة الأخيرة أنها لن تتخلى عن عملها في حال فوز هولاند في الانتخابات قائلة «أنا في حاجة إلى كسب قوتي لأربي أطفالي الثلاثة فأنا لست مختلفة عن باقي الفرنسيين» و»ليس لفرانسوا ولا للدولة التكفل بمصاريف أطفالي!». وقالت أن دخول سيسيليا الزوجة السابقة لساركوزي الإليزيه برفقة عائلتها كان أمرا طبيعيا نظرا لأن الأطفال كانوا موافقين على الأمر، وأضافت تريرفيلر أنها لم تتحدث بعد مع أطفالها في ذلك لكنها ترجح أنهم سيرفضون الظهور معها في مثل تلك المناسبات. وستثبت لنا الأيام ما إذا كانت فاليري تريرفيلر ستحافظ على صورتها كامرأة حرة وكادحة لدعم هولاند وإذا نجحت في إعادة تنسيق حياتها مع المحافظة على عملها التي ترجح أن توجهه أكثر نحو الأحداث الخارجية حتى لا تتهم بعدم الموضوعية.