وجه الجمهور المغربي المتتبع لكرة القدم انتقادات حادة وقوية للمنتخب الوطني الأولمبي بسبب أدائه السيئ وهزيمته بهدفين دون رد أمام مضيفه الكونغو الديمقراطية، أمس الأربعاء، على أرضية ملعب الشهداء بالعاصمة كينشاسا، برسم ذهاب الدور الأول من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 لأقل من 23 سنة المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020. وجاء الهولندي مارك فوته، مدرب المنتخب الأولمبي، على رأس الأسماء التي طالتها انتقادات الجماهير المغربية بقوة، بسبب طريقة تدبيره لمجريات اللقاء والتشكيلة والخطة التي لعب بها أمام المنتخب الكونغولي الذي كان ندا قويا واستحق الفوز عن جدارة مقارنة مع السوء الكبير الذي ظهر عليه الأشبال المغاربة. وعجت الصفحات المغربية والمجموعات المهتمة بمناقشة أخبار "الأسود" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتعقيبات كلها تصب في اتجاه واحد، وهو السوء الكبير الذي ظهر عليه المنتخب الأولمبي أمام منافسه القوي الذي تمكن من تسجيل هدفين بين جماهيره عن طريق لاعبه جاكسون موليكا، في الدقيقتين الرابعة والأربعين والسادسة والستين. وشعر المغاربة بخيبة أمل كبيرة بعد مشاهدتهم أداء المنتخب الأولمبي، لاسيما أنه يضم في صفوفه أسماء واعدة، من بينها سفيان كيين، المحترف بكييفو فيرونا، وأشرف داري، مدافع الوداد الرياضي، ومحمد الدويك، لاعب الرجاء، وحمزة منديل، المحترف بشالكة الألماني، وهشام أبو سفيان، لاعب مالقا الإسباني، وكلها أسماء لعبت بشكل أساسي في المباراة ولم تقدم المأمول منها رفقة بقية اللاعبين. وانتقد المغاربة طريقة لعب الأشبال، ووصفوا أدائهم ب"السيئ"، و"الضعيف"، و"العشوائي"، كما أن المجموعة لعبت بدون روح قتالية، كأنها في رحلة استجمام؛ بينما وجهت سهام النقد بقوة إلى الخط الدفاعي الهش والمتذبذب الذي ساهم في ولوج هدفين شباك الحارس المهدي بنعبيد. وتساءل كثيرون عن العمل الذي يقوم به الهولندي مارك فوته، على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي، لاسيما أن نهجه التكتيكي الذي خاض به اللقاء لم يكن واضحا وغير مؤثر في إبراز مكامن القوة في المجموعة، ولم يكن له أثر؛ كما ظهرت العديد من النقاط السلبية في تشكيلته المختارة وطريقة توظيف اللاعبين والانسجام الغائب بين جل العناصر. ولم يكن الجمهور المغربي رحيما بالأشبال بعدما خيبوا ظنهم عقب الأداء "السيئ جدا" المقدم من طرف العناصر التي خاضت المواجهة، فيما أوضح آخرون أن العشوائية كانت العنوان الأبرز وغياب الروح القتالية والرغبة الشديدة في العودة في النتيجة، والمتهم بدرجة أولى هو المدرب الهولندي، لكونه المسؤول عن تحفيز اللاعبين والرفع من معنوياتهم وإعدادهم بدنيا وتقنيا وتكتيكيا وذهنيا لخوض المباريات رفقة طاقمه. وقال متتبعون ومحللون إن المنتخب الأولمبي نجا بجلده من هزيمة نكراء، والنتيجة المسجلة لا تعكس بالضبط ما حدث على أرضية الميدان، لاسيما من جانب المنتخب المنافس الذي كان قويا عكس ضيفه المغربي الذي ترك ألف علامة استفهام لدى المشجعين بعد هذا الأداء السلبي والعشوائي، والذي يأتي على بعد يومين من مواجهة المنتخب الأول لمضيفه مالاوي، برسم الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المزمع تنظيمها بمصر 2019. ويجمع متتبعون على أن مهمة المنتخب الأولمبي أصبحت صعبة جدا لتحقيق "ريمونتادا" في لقاء الإياب المقرر يوم الأحد المقبل على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط، إذ يحتاج إلى الفوز بثلاثة أهداف نظيفة، في حال أراد الحفاظ على حظوظه في التأهل إلى كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.