نهتم كجمهور وصحافة بشكل أكبر وشبه كلي بالفريق الوطني الأول، ونغفل عن ما يدور داخل باقي فئات المنتخبات الوطنية للذكور كما الإناث، ولا نواكب إلا قليلا دقة التحضيرات وسير المعسكرات وإيقاع المباريات التي يخوضها عشرات الأشبال واللبؤات. بعد أقل من 5 أشهر ستبدأ محاكمة الفريق الوطني الأولمبي بقيادة المدرب الهولندي مارك فوت، والذي سيشرع رسميا في ركوب سفينة إقصائيات الألعاب الأولمبية 2020 بطوكيو، بداية بسلسلة التصفيات الأولية ثم النهائيات الحاسمة بمصر، حيث ستُجرى البطولة الإفريقية المؤهلة مباشرة للحدث الكوني. مارك فوت الذي أتى به ناصر لاركيت في دجنبر 2015 كان محظوظا بتوفير كافة سبل الإشتغال الإحترافي له، كما تولى مهمة تدريب الأشبال في ظرف زمني مناسب جدا أي قبل 3 سنوات ونصف من خوض أول مباراة رسمية، وهي مدة طويلة وكافية لتحضير منتخبين عتيدين ومنسجمين وليس منتخب واحد فقط. كل ما عاشه فوت وطاقمه من نعيم وأريحية وظِلٍ سيتحول إلى ضغط ثقيل ومسؤولية وإمتحان عسير، كون الفريق الوطني الأولمبي مطالب بالتأهل للأولمبياد دون نقاش وبلا حسابات، لعدة أسباب تقنية ولوجيستيكية وتكتيكية وغيرها. الأشبال تجمعوا وخاضوا عشرات المباريات الودية طيلة ثلاثة أعوام داخل وخارج المملكة، وإستفادوا من كل الحاجيات التي طلبوها، ونال مروضُهم «كارت بلانش» للقيام بما يحلو له ويشتهيه لتجهيز عرينٍ مخيف ونظيف، بالتنسيق مع المدير التقني ناصر لاركيت والناخب الوطني هيرفي رونار في إطار فريق عملٍ المُحاسَب فيه الأول والأخير القبطان الهولندي. الأخير إختبر جيشا من اللاعبين الشباب الممارسين في أوروبا والمغرب، وتوفق في تشكيل مجموعة قوية ومفترسة إستطاعت أن تظفر بالميدالية الذهبية في الألعاب الفرونكوفونية بأبيدجان الإيفوارية صيف 2017، وأعطت الإشارات والضمانات أن الأمور بخير والعمل يثمر الفواكه، وأن الأشبال في الطريق الصحيح لأولمبياد طوكيو. لكن أخشى أن تكون الصاعقة والكارثة الكبرى بإقصاء جديد ومبكر من التصفيات المؤهلة للبطولة الإفريقية، لأن في قاعة الإنتظار سيتواجد في المرحلة الأولى منتخب الكونغو الديمقراطية أو رواندا، وفي حال العبور قد يكون الإصطدام الحارق جدا والناري بالمنتخب الأولمبي المالي الخطير، والذي تزود بجميع عناصر منتخب الشبان الحاصل على المرتبة الرابعة في كأس العالم بالهند العام الماضي. مسار الأشبال سيكون صعبا ومعقدا في الطريق إلى طوكيو سواء في التصفيات أو ببطولة إفريقيا أقل من 23 سنة بأرض الكنانة، وستوضع وصفة فوت تحت الضغط الرهيب لقياس إن كانت بنفس فعالية ونجاعة مواطنه بيم فيربيك الذي نجح في الوصول إلى عرس لندن 2012، ولن تُقبل بتاتا الأعذار ولا المبررات في حال التواضع والفشل، لأن ما تم إنفاقه على هذا المنتخب الأولمبي وهؤلاء الشباب يضاعف بعدة مرات ميزانية مجموعة من المنتخبات القارية. بعض المواعيد القادمة وحتى البطولة الإفريقية الحاسمة ستُدرج ضمن تواريخ الفيفا وبالتالي يمكن لفوت أن يستدعي ما يرغب فيه من محترفين دون مشاكل، كما يستطيع الإستنجاد عند الضرورة ببعض الأسود ونجوم المنتخب الأول في اللقاءات المصيرية، الشيء الذي يُغلق في وجهه جميع المخابئ ويعبّد له أكثر طريق التأهل الواجب. إقتربت محاكمة الأولمبيين وإنطلق العد العكسي للوقوف على عمل مارك فوت، وبالدعم والإصرار والقتالية والحظ سيرجع الأشبال للأولمبياد، هناك بطوكيو حيث يمكن أن نطمع في إحدى الميداليات وندخل التاريخ، لأننا نملك جيلا خرافيا قادر على صناعة المجد، وثلة من أمهر اللاعبين الشباب عالميا كحكيمي، حاريث، منديل، النصيري، كيين، مزراوي، بوسفيان، داري، الحنكوري، أيت بناصر، بوجلاب، عبقار وآخرين، مع إمكانية تطعيمهم بأسلحة الكبار كزياش، بوفال، سايس وبونو.