كشف ألان جوردان، عبر بحث تاريخي وأرشيفي، أن المغرب يوجد اليوم على الخط الأمامي للحرب في مواجهة الإرهاب والتطرف ومشكل الصحراء. وأبرز أن المملكة، التي نجحت في تجنيب البلد ومجتمعات أوربية عديدة المزيد من الهجمات الإرهابية وحازت أجهزته الأمنية سمعة عالمية وإشادة دولية إلى درجة أن الدول البعيدة أخذت تسعى إلى استقطاب تعاونها باستمرار، توجد اليوم بقرب تهديدات حقيقية قادمة من البطن اللينة للصحراء، حيث يتجمع التطرف والإرهاب وكارتيلات الجريمة المنظمة ومهربو المخدرات الصلبة وفلول البوليساريو. وتناول الكاتب والصحافي السويسري ألان جوردان، في الكتاب القيم الذي اجترح له عنوان "المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب.. الإرهاب – التطرف – الصحراء"، قضية ملتهبة ومتنامية تمس ما هو محلي ودولي.. حيث نسج عوالمه من الأحداث الإرهابية الدامية التي هزت أكثر من عاصمة في القارات الخمس، وموقع النموذج المغربي المتفرد والمساهم في طرح بدائل وممكنات الحد من تدفق المزيد من دماء الأبرياء عبر مقاربة شاملة تتجاوز البعد الأمني. لم يكن اختيار ترجمة هذا المؤلف البحثي اعتباطا أو رغبة في النشر في حد ذاته، في نظر الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس؛ بل إن هذا المنجز يفكك ظاهرة الإرهاب باعتبارها آفة عابرة للحدود الوطنية، ويضع القارئ في سياق تناوله للأحداث والوقائع بماضي وحاضر الظاهرة الدولية للإرهاب، وكيفية التصدي إليها، وهنا وعبر رحلته البحثية يموقع النموذج المغربي وسعي كبريات العواصم العالمية إلى الاستفادة من خبرته وحنكته في محاصرة ظاهرة الإرهاب وسد كل المنافذ على مقترفي الدم والدمار. الكتاب، الذي جاء في 165 صفحة من الحجم المتوسط، يسافر بالقارئ وبالتفصيل عبر مكامن قوة الإستراتيجية الوقائية والأمنية للأجهزة المغربية التي فككت عشرات الخلايا الإرهابية في السنوات الأخيرة وجنبت البلد العديد من الهجمات على أراضيها وفي أوروبا، والتي اعتبرت ولا تزال استثناء في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي، مستحضرا في السياق ذاته المقاربة المغربية المتعددة الأبعاد التي لا غنى عنها اليوم.. كما لاحق كيفية اشتغال الأجهزة الأمنية المغربية وقوة مادتها الاستخباراتية، وكذا الشخصيات البارزة التي تقود النموذج المغربي، ليعرج على كل أوجه التعاون الدولي ومدى فعالية الاستخبارات المغربية فيه، والتي جنبت العديد من العواصم الأوربية من هجمات إرهابية كانت ستخلف الكوارث والدمار. كما يطلعنا الكاتب والصحافي السويسري ألان جوردان، في كتابه الموسوم ب"المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب.. الإرهاب – التطرف – الصحراء"، على بروفايلات الإرهابيين ذوي الجنسية المغربية، الذين فجَروا وأسالوا الدماء في أكثر من مدينة عبر العالم. وينهي الكتاب رحلته المتعقبة للأحداث والباحثة لها عن تسلسل منطقي موضوعي، كما جاء في العنوان بقضية الصحراء؛ فبعد أن وضعها في سياقها التاريخي، والتحولات المحيطة بها والتي أظهرت قوة الطرح المغربي والدعم الذي يواصل كسبه دوليا، أشار عبر تعداده لأحداث ووقائع إلى ما يجري في منطقة الساحل من تهريب للأسلحة والمخدرات وانتشار للخلايا الجهادية، وتورط أفراد من جبهة البوليساريو عبر تسهيل مرور الأسلحة والكوكايين وتزويد المتطرفين بالمؤونة. هذا الكتاب، الذي أسهم به الإعلامي عبد العزيز كوكاس في إغناء الخزانة الوطنية، غني بالمعلومة ومفيد للباحث والصحافي والمؤرخ والمواطن كذلك، يبرز قوة توحد المغاربة في الرؤية وفي التعاطي مع الظواهر الشاذة والتي من ضمنها ظاهرة الإرهاب والتطرف.