المغرب ليس واحدا من الدول السعيدة جدا، هذا ما خلص إليه تقرير السعادة العالمي، الذي وضع المملكة في الرتبة الثامنة على مستوى دول الشرق الأوسط وإفريقيا، والرتبة 89 دوليا من بين 156 دولة عبر العالم. التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي للسعادة، الذي يصادف الأربعاء، حازت فيه المملكة على معدل 5.208، وسجل تراجع البلاد بأربع درجات مقارنة مع السنة الماضية التي حلت فيها في الرتبة 85 عالميا. ويدرس التقرير ستة جوانب أساسية تهم بالخصوص التأثير الإيجابي الذي حلت فيه المملكة في الرتبة 110 دوليا، ثم التأثير السلبي، وحلت فيه البلاد في الرتبة 91. ويدرس التقرير كذلك جانب الدعم الاجتماعي الذي حلت فيه المملكة في المركز 139 دوليا، وحلت في الرتبة 76 في ما يتعلق بجانب الحرية، ثم الرتبة 84 بالنسبة لجانب الرشوة، و154 في ما يهم السخاء. وتصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول السعيدة بكل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلولها في الرتبة 21 دوليا، متبوعة بالمملكة العربية السعودية في الرتبة 28 دوليا، ثم قطر في الرتبة 29، ثم البحرين فالكويت، تليها ليبيا والجزائر. وتعد فنلندا أسعد دول العالم بحصولها على معدل 7.769، متبوعة بالدنمارك ثم النرويج فإيسلندا، تليها هولندا وسويسرا، فالسويد ونيوزيلندا، متبوعة بكندا وأستراليا. أما أتعس دول العالم حسب التقرير فهي جنوب السودان التي حصلت على معدل 2.853، وجمهورية إفريقيا الوسطى، متبوعة بأفغانستان وتنزانيا ورواندا، وتليها اليمن. وتعد هذه النسخة السابعة لتقرير السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، والتي صدر أول تقرير لها عام 2012 ويحلل التقرير كيف تطورت تقييمات الحياة والمشاعر، الإيجابية والسلبية على حد سواء، ويشير إلى أنه "عندما تضع عامل النمو السكاني في الاعتبار، فقد انخفضت السعادة العالمية في السنوات الأخيرة. أما بالنسبة للمشاعر فقد كان هناك اتجاه تصاعدي واسع النطاق في الآونة الأخيرة في التأثير السلبي، والذي يشتمل على القلق والحزن والغضب، خاصة في آسيا وإفريقيا، ومؤخرًا في أماكن أخرى". ويركز تقرير السعادة لهذا العام على السعادة والمجتمع: كيف تطورت السعادة على مدى السنوات العشر الماضية، مع التركيز على التقنيات والقواعد الاجتماعية والصراعات والسياسات الحكومية التي أدت إلى هذه التغييرات. وتركز الفصول الخاصة على الكرم والسلوك الاجتماعي، وتأثيرات السعادة على سلوك التصويت، والبيانات الضخمة، وتأثيرات السعادة باستخدام الإنترنت والإدمان. وفي هذا الإطار قال البروفيسور جون هيليويل، المحرر المشارك للتقرير: "العالم مكان سريع التغير"، مضيفا: "طريقة تفاعل المجتمعات مع بعضها البعض سواء في المدارس أو أماكن العمل أو الأحياء أو على وسائل التواصل الاجتماعي لها آثار عميقة على السعادة العالمية".