يبدو بأن السعادة مفهوم بعيد عن متناول معظم المغاربة، ذلك أنهم حلوا في رتب متأخرة ضمن تقرير حديث أعدته شبكة دولية عن الشعوب الأكثر سعادة في العالم. المغاربة شعب "تعيس" حسب تقرير السعادة في العالم في التقرير الثالث من نوعه لشبكة "الحلول من أجل تنمية دائمة" والذي تم تقديمه أول أمس بنيويورك، حل المغرب في الرتبة 92 من بين 158 دولة التي تضمنها التصنيف بمعدل 5013 نقطة، مسبوقا بعدد كبير من الدول الإفريقية المجاورة كليبيا التي حلت في الرتبة 63 والجزائر التي حلت في الرتبة 68. وقد اعتمد معدو التقرير على مجموعة من المؤشرات لرصد مدى سعادة شعوب البلدان التي شملها التصنيف، من بينها معدل أمد الحياة المتوقع في صحة جيدة، معدل الدخل الفردي، درجة التضامن الاجتماعي، درجة الثقة في المؤسسات التي يترجمها غياب الرشوة، مدى حرية الأفراد في اختيار ما يرغبون في القيام به في حياتهم، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى نفسية تتعلق بالأشخاص من بينها مدى الشعور بالغضب والتوتر وحتى الاكتئاب. ولم يتمكن المغرب من الحصول على تنقيط إيجابي في معظم المؤشرات التي اعتمدها التصنيف، ما جعله يحتل رتبة متأخرة. والمثير في التقرير أن المغرب حل وراء عدد من البلدان التي تعيش وضعا أمنيا غير مستقر كليبيا، ونيجيريا والصومال وزامبيا وغيرها. على الصعيد العالمي حلت سويسرا على رأس قائمة البلدان الأكثر سعادة في العالم، بمجموع نقط وصل إلى 7587، متبوعة بإيسلندا التي حصلت على 7561 نقطة، ثم الدانمارك بمعدل 7527 نقطة. وعلى مستوى البلدان العربية فقد حلت الإمارات العربية المتحدة في الرتبة الأولى عربيا والعشرين عالميا بمعدل 6901 نقطة، متبوعة بسلطنة عمان التي حلت في الرتبة الثانية عربيا والثانية والعشرين عالميا بمعدل 6853، ثم قطر في الرتبة الثالثة عربيا والثامنة والعشرين عالميا بمعدل 6611 نقطة. أما الرتبة الأخيرة فقد حلت فيها الطوغو، ليكون بذلك الشعب الطوغولي أتعس الشعوب في العالم، أو على الأقل الاتعس من بين ال158 بلدا التي تضمنها هذا التقرير.