نظم العشرات من النشطاء المغاربة، من مختلف المشارب السياسية والحقوقية والمدنية، وقفة رمزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط تضامناً مع ضحايا العمل الإرهابي، الذي شهدته نيوزيلندا أول أمس الجمعة، وخلف عشرات القتلى من المسلمين. ورفع المحتجون شعارات تدين العمل الإرهابي الجبان، كما قدموا التعازي لعائلات الضحايا الذين قضوا حتفهم بمسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، ونبهوا إلى تصاعد ونشر الخطابات التحريضية ضد المهاجرين والمسلمين عموماً. عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أشار في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية ، إلى أن "عدداً من المسؤولين والسياسيين والإعلاميين ينشرون خطابات عنصرية تنتج مثل هذه الأعمال الإرهابية". وأضاف الشيخي أن مثل هذه الأعمال الإجرامية المدانة لا تمس المسلمين فقط، بل تمس الإنسانية جمعاء، وأكد على ضرورة تضافر الجهود من أجل أن يكون العالم مكاناً للتعايش والسلم. من جهتها قالت خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية، في تصريح لهسبريس: "هذه الوقفة رمزية للتعبير عن التضامن مع ضحايا الحادث الإرهابي، ومساندة كل من يناضل ضد الإرهاب كيفما كان نوعه. وأضافت الرياضي أن "الإرهاب لا لون ولا دين ولا ملة له"، مشيرة إلى أن كل الحركات المتطرفة في العالم تصل إلى استعمال العنف والإرهاب كوسيلة لإيصال رسائلها. وقال محمد الحمداوي، القيادي في جماعة العدل الإحسان، إن "الحادث الإرهابي التي تعرضت له نيوزيلندا جريمة نكراء وبشعة"، مشيراً إلى أن "هذا الفعل الإرهابي وراءه أفكار وسياسات وثقافات تُحرض على الكراهية والحقد"، ودعا إلى الوقوف على جذورها. وكانت السلطات النيوزيلندية قد وجهت، أمس السبت، تُهمة القتل إلى برينتون هاريسون تارانت، ذي ال28 عاماً، المشتبه به الرئيسي في الهجوم الدموي على المسجدين ، الذي أسفر عن مقتل 49 مصلياً وإصابة عشرات آخرين. ومثل تارانت أمام المحكمة الجزئية بمدينة كرايستشيرش مكبل اليدين ومرتدياً ملابس السجن البيضاء، بعد أن تم حبسه على ذمة القضية. ومن المقرر أن يمثل ثانية أمام المحكمة في الخامس من أبريل المقبل. وقالت الشرطة إنه من المرجح أن يواجه اتهامات أخرى. واعتمادًا على نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي، من المرجح أن تارانت يؤمن ب"سيادة البيض"، وهو فكر عنصري مبنى على الاعتقاد بأن الأفراد ذوي العِرق والأصل الأبيض هم أسياد على كل البشر. وكان مُرتكب الحادث الإرهابي قد بث على "فيسبوك" لقطات حية للهجوم الإرهابي، كما نشر "بيانا" على الإنترنت يندد فيه بالمهاجرين ويصفهم ب"الغزاة".