قال أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، إن الغاية الكبرى من لقاء "تعزيز المكتسبات والقيادة النسائية من أجل السلام" هي مواجهة ومكافحة وإزالة جذور خطابات الكراهية من العقول والمجتمعات، والبحث في كيفية بناء عيش مشترك نافع ومستدام في هذه المجتمعات. وأضاف عبادي في سياق حديثه اليوم الثلاثاء بمقر الرابطة المحمدية للعلماء في العاصمة الرباط، أننا أمام تحدي التمنيع من الأفكار السّمّيّة، والتمكين من غرس الأفكار الإيجابية في المجتمعات، واسترسل شارحا أن الحاجة للتَّمْنيع، وليس للوقاية والتحصين؛ لأن "الوقاية لا تجدي في عالم تُنتَج فيه البكتيريات المعرفية باستمرار واستدامة، فالحاجة تكون إلى مضادات حيوية داخلية". وذكر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن الجميع يواجهون تحديا في غاية الجدية؛ وزاد قائلا: "نحن أمام تمثيلية في مجتمعاتنا تتجاوز خمسة وسبعين بالمائة، وتؤطّر الريادة النسائية نسبة اثنين وخمسين بالمائة من النساء، كما تؤطّر ما يقارب 15 بالمائة من الطفولة واليافعين الذين هم أكثر التصاقا بأمهاتهم وأمهاتهن، لتبقى فقط خمسة وعشرون بالمائة من الرجال البالغين". هذه النسب لا تعني وحدة المخاطَب، فهناك جملة من الأجيال، حسب عبادي، منها جيل ما قبل الخامسة والأربعين، وأجيال تمتدّ أعمارها من فترة ما قبل الحرب إلى عام 65، وجيل الألفية، و"جيل زِد".. وإذا لم تُفهَم طرائق التواصل مع كل منها، ستكون التقارير التي تُكتَب موجهة إلى من يكتبها دون مفعول. لقاء تعزيز المكتسبات والقيادة النسائية من أجل السلام ليس حملة تعطي أدوية معلبة لمكافحة الأمراض، بالنسبة لعبادي، بل هو بناء معان من أجل تقوية ودعم كل فردٍ فرد، وكل كيان بشري سواء كان فردا أو اجتماعا، مضيفا أن هي التي يمكن أن تواكب كل هذه الحلقات. ويحتاج تحدي التعايش الذي لا يتم، بالنسبة للأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، جملة من البراديغمات بعضها حقيقي وقابل للدراسة الكمية والكيفية في ما بين الحضارات والأديان، والجراحات التاريخية ذات الصلة بالاستعمار والابتزازات المختلفة، والإهانات والنظرات السلبية، وغوصا لكسر كل أضرب الألغام. كما يحتاج تحدي الريادة النسائية من أجل السلام بالنسبة للمتحدّث بناء ل"منصات التشبيك والتنسيق والعمل المشترك"، وإحداث نقلة في امتلاك المعارف والعلوم المبنية على التشخيص والحفر والتحليل، بطريقة مستدامة ومحيَّنة، لأن الريادة لا تأتي من فراغ، ويجب أن تكون صالحة لما بعد 2020. وقال توماس رايلي، السفير البريطاني بالمغرب، إن من أولى الأولويات زيادة الدعم لمواجهة تحديات التطرّف وتفكيكه، مضيفا أن العمل سيكون أكثر فعالية إذا تم بشكل جماعي لا فردي، لتعدد خبرات الباحثين والعلماء والفاعلين بتعدُّد خصوصياتهم. وقالت ليلى رحيوي، ممثلة الأمم المتّحدة للمرأة في المنطقة المغاربية، إن الإرهاب والتطرّف العنيف يمس النساء أكثر فأكثر، مقدّمة مثالا بحالات التزويج القسري والاغتصاب، وبيع النساء كرقيق جنسي، والتحكم في جسدهن ولباسهن من طرف جماعات متطرفة، وحرمانهن من مواطنتهن وتعليمهن، وهو ما يحتاج "فحص كل النظرات من وجهة نظر نوعية، وبمقاربات اقتصادية ودينية واجتماعية لفهم عمل التطرّف العنيف واستباقه بفعالية أكبر عبر برامج". ورأت رحيوي في مهاجمة النساء هجوما على "نسيج مجتمعي"، ثم استرسلت متحدّثة عن نساء كان لهن قرار إرادي بالانضمام إلى جماعات متطرفة، وضرورة مرافقة الهاربات من الجماعات المتطرّفة اللائي لسن نموذجا واحد، وضرورة دعم مشاركة النساء وجمعيات المجتمع المدني في التنمية، إلى جانب القوى العمومية والحكومة، والتمكين الاقتصادي لهن؛ لأن "بناء السلام وثقافته مسؤولية مشتركة تجمع الأمن، والاقتصاد، والثقافة، والعدالة، والفضاءات الحضرية".