جرى التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون علمي بين الرابطة المحمدية للعلماء ورابطة العالم الإسلامي، في الرباط، بهدف تعزيز قيم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب. وتهدف هذه الاتفاقية إلى إرساء أسس إطلاق شراكة بناءة بين المؤسستين، من أجل إشاعة خطاب متنور مشبع بقيم الاعتدال والوسطية، ومكافحة خطاب التطرف والجمود والإرهاب. كما تروم الشراكة، وفق مضمونها، إجراء بحوث علمية مشتركة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مع تقويم البحوث والدراسات ذات الاهتمام المشترك التي تعد للنشر. وبموجب الوثيقة؛ سيعمل الطرفان على تنظيم الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش، وورشات العمل المتعلقة بتطوير العمل، فضلا عن تبادل المعلومات والبيانات، والتعاون على نسخ ما يحتاجه كل طرف منها، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية. كما اتفق الطرفان نفسهما على تبادل الخبرات في مجال الدراسات والبحوث، وفي مسائل الاستشارات التنظيمية والإدارية. وفي هذا الصدد أكد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن “هذه الاتفاقية تروم تظافر الجهود من أجل نقل الإسلام المعتدل والنير إلى كافة طوائف الأمة الإسلامية من خلال التمنيع وبناء المناعة الذاتية عبر مناهج دراسية ومن خلال ماينجز من مؤلفات في هذا الصدد”. وأضاف عبادي، في تصريح صحافي، أنه “من أجل تحقيق هذه الغاية سيتم التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت في الوقت الراهن من أهم منصات التواصل، وذلك من خلال رصد ما يفيد وما يضر منها في الخطاب الديني المتداول بين الشباب”. وأوضح الأمين العام للرابطة ذاتها أن “هذه الاتفاقية تمثل فرصة لنحت مضامين خطاب معتدل وهادف بدلا من الانجراف وراء خطابات التطرف، التي تصبح أخطر إن لم تواكبها جاذبية أمثل”. الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ محمد العيسى، أكد من جانبه ضرورة مواجهة الخطاب المتطرف بالفكر والتسلح بالعلم، من خلال خلق منصات علمية وفكرية، وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال. وأشار الشيخ العيسى، في هذا الصدد، إلى أن علماء المغرب يتمتعون بمكانة مهمة في التنظير والتأسيس العلمي، لاسيما في بعده المعتدل، وهي عوامل رئيسة في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، ينبغي الاستفادة منها وتعميمها على كل دول العالم الإسلامي.