شدّد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على الأدوار الكبرى التي تلعبها المرأة في إستراتيجية محاربة التطرف التي تنهجها المملكة، مبرزا أنه لا مناص من الاستعانة بجميع فئات المجتمع قصد تجفيف منابع التشدد الديني. وقال عبادي، خلال اليوم الدراسي الذي نُظّم صباح الثلاثاء بمقر الرابطة المحمدية للعلماء، تحت عنوان "القيادة النسائية من أجل السلام، ضد الإرهاب والتطرف الديني"، إن "أهمية اللقاء تنطلق من الإشكال الحارق المتعلق بتصاعد وتيرة انعدام السلم بشكل كبير في عالمنا وتنامي التطرف العنيف". وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن "المجتمع يحتاج إلى جميع عضواته وأعضائه لمواجهة هذه الآفات، سواء تعلق الأمر بتدني السلم أو صعود العنف، إذ تتحدث الأبحاث عن 51 في المائة من النساء في العالم، وبالتالي فكل مجتمع لا يستعين بنسائه لعلاج هذه القضايا الحارقة فإنه يفرط على الأقل في هذه النسبة المهمة من طاقاته". في هذا الصدد قال طوماس رايلي، السفير البريطاني لدى المغرب، إن "اليوم الدراسي الذي عقد اليوم يسعى إلى تعزيز قيادة النساء في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك البحث عن الأمن والمصالحة بهدف نبذ منابع التطرف". وأشار السفير البريطاني لدى المغرب، في تصريح خصّ به جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى الأهمية الكبرى التي تضطلع بها المرأة في مختلف شؤون الحياة اليومية، داعيا إلى "زيادة حضورها في مواقع القيادة التي تغيب فيها بشكل نسبي. ولا يقتصر الأمر على المغرب فقط، وإنما يشمل دول العالم ككل"، مشيدا بتمثيلية وحضور النساء في المملكة. وأوضح أحمد عبادي أن "هذه الطاقات النسائية توفر مساهمة نوعية، بحكم القدرة على الاستمرار في متابعة التفاصيل والانتباه إلى دقائق الأمور وغيرها من الخصال، لذلك يجب عدم التفريط في مثل هذه الطاقات النوعية"، وأردف: "تروم الورشات البحث في الأبعاد الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والوجدانية، لأن بدايات الزيغ تنشأ لدى الطفل عبر العادات في البيوت، ولا أقدر من الأمهات لتصحيح هذه الأمور، إذ يضفن النجاعة على طريقة المعالجة"، مؤكدا أن الرابطة تعتزم إطلاق منصة إلكترونية ستكون ملتقى لجميع المبادرات، لأن المملكة دائما ما تكون سبّاقة في هذا المجال، بغية الظفر بها بطريقة قابلة للقياس، ومن ثمة تحقيق التقدم في مشروع محاربة التطرف الديني. اليوم الدراسي الذي نظمه مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة والحكومة البريطانية، تطرّق إلى كيفية مواكبة وخلق المبادرات وشبكات التبادل على المستويين الوطني والدولي، ثم إشراك النساء لتعزيز الخصوصية التي يتمتع بها المغرب، ونهجه في التنوع والتعددية الدينية في ديناميكية رائدة مبنية على الانفتاح والوفاء لتراثها الحضاري.