أكد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن المقاربة متعددة الأوجه التي ينهجها المغرب لمحاربة التطرف تستند على نهج إسلام الوسطية والاعتدال وقيم المذهب المالكي ومؤسسة إمارة المؤمنين. وأضاف عبادي الذي كان يتحدث أمس الأربعاء أمام مؤتمر دولي بالعاصمة التشيكية براغ حول موضوع "تجاوز التهديدات الشاملة وتقوية الحوار الثقافي والسلم والاستقرار"، أنه بالموازاة مع تلك المرتكزات قام المغرب بإعادة هيكلة الحقل الديني وتكوين الأئمة والاهتمام بمجال التطوير والبحث والذي يعد أحد مهام الرابطة المحمدية للعلماء. وشدد على ضرورة القيام بمبادرات ميدانية في أوساط الشباب من أجل تحصينهم من مخاطر التطرف. وفي تدخلها أمام المؤتمر أكدت أسماء المرابط مديرة مركز أبحاث النساء في الإسلام التابع للرابطة، أن المآسي والأحداث العنيفة التي شهدتها أوربا وعدد من مناطق العالم مؤخرا هي للأسف نتيجة للتطرف والتعصب، مشيرة إلى الإقدام على ارتكاب أعمال غير إنسانية ومنبوذة باسم إيديلوجية تتنافى مطلقا مع قيم الإسلام الذي كان على الدوام وسيبقى دينا للسلم والعدل والاحترام والحب. وتطرقت المرابط إلى ظاهرة التطرف والتي هي نتيجة للنواقص المعاصرة الكبرى ويتعين بإلحاح تأهيل مقاربة مبتكرة تجاه الدين وتفكيك الخطاب المتطرف باعتماد خطاب إصلاحي وفهم عميق لقيم الإسلام. ومن جهتها تطرقت سورية عثماني سفيرة الملك بالتشيك لكون المملكة كانت على الدوام نموذجا في مجال التعايش الثقافي والديني واضطلعت بدور فعال في الحوار الثقافي والديني على الصعيد العالمي. وأكدت أن الملك محمد السادس بوصفه أميرا للمؤمنين يعتبر حامي حقوق الحريات سواء بالنسبة للمسلمين أو غيرهم، مذكرة بالمؤتمر الدولي الذي احتضنته مراكش في يناير 2016 حول الحوار الثقافي وحماية الأقليات الدينية في العالم الإسلامي. كما تطرقت إلى المهام المنوطة بمؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات في تلقين قيم الإسلام السمحة للأجيال الجديدة، إسلام الوسطية والاعتدال المنفتح على العصر والذي يشكل سورا منيعا ضد التطرق والتعصب. وأكدت أن المغرب كان على الدوام يشجع الحوار الثقافي واحترام قيم ومعتقدات المجتمعات البشرية كشرط ضروري للعيش المشترك في ظل السلم والاستقرار. وقد افتتح هذا المؤتمر الدولي بخطاب لوزير الخارجية التشيكي ليوبمير زاورلاك تناول فيه المحيط الدولي والتوترات المتنامية بفعل تزايد الاعتداءات الإرهابية وأزمة اللاجئين التي تواجهها أوربا. واعتبر أن تنظيم هذا المؤتمر ضروري خصوصا وأن فئات واسعة من المجتمع التشيكي تعبر باستمرار عن تخوفاتها ورفضها للإسلام بفعل تطورات الأحداث الأليمية التي شهدتها عدد من الدول الأوربية. وشدد على ضرورة العمل على تفادي الخلط، والقيام بالتمييز بين دعاة الإرهاب والاعتداءات والمسلمين العاديين الذين ليس لهم طموح سوى العيش بهناء في مجتمعات الاستقبال. ويشارك في هذا المؤتمر الذي تتواصل أشغاله اليوم الخميس سياسيون ومؤرخون وقانونيون من عدد من الدول من بينها تركيا وماليزيا وأذربيدجان وفلسطين ومصر وباكستان والسعودية بالإضافة إلى عدد من الدول الأوربية. وينظم المؤتمر الذي يعقد بمقر الأكاديمية التشيكية للعلوم بمبادرة من مجموعة السفراء ال 24 للدول الإسلامية ببراغ ووزارة الشؤون الخارجية التشيكية وأكاديمية العلوم التشيكية. ويتناول من خلال عدد من المحاور والعروض قضايا التهديدات الكبرى ومقترحات الحلول للنزاعات الثقافية والدينية والعسكرية، وقضايا التعاون في مجال استتباب السلم والحوار الثقافي بين الدول الأوربية والبلدان الإسلامية.