مُسلسل الشَّد والجذْب بين السّلطات المغربية والصّحافيين الدوليين مازالَ محتدماً؛ فقدْ قرَّرت الرّباط طردَ صحافي هولندي حلَّ مؤخراً بمدينة الناظور، في خطوةٍ يُعتقد أنها كانت بسبب تغطيته للاحتجاجات في منطقة الريف ومشكل المهاجرين غير النظاميين الذينَ يستقرّونَ في شمال المملكة. ووفقاً لوسائل إعلام هولندية، فإن الأمر يتعلّق بالصّحافي جيربيرت فان دير، الذي قالت إنه "أُجبرَ على مغادرة المغرب فوراً بعدما حلَّ بمدينة الناظور"، مشيرة إلى أنَّه "معروف بمقالاته المنشورة في الجريدة المسائية NRC التي تناولت الحراك الميداني في منطقة الريف وشبكات التهريب الحدودية". ولمْ توضّح المصادر ما إذا كانَ الصحافي المطرود يشْتغل بشكلٍ غير قانوني في إعدادِ تقريره. وعند سؤاله ما إذا كانَ يتوفر على اعتماد يسمحُ له بالاشتغال في المغرب قانونياً، أجاب الصحافي المطرود قائلا: "من المستحيل الحصول على اعتماد كصحافي أجنبي"، مضيفا أنه سبق له أن اشتغل في عدد من المدن المغربية "بدون الحاجة إلى ترخيص" لكنه كان "محط أنظار قوات الأمن". وقد خلقَ قرارُ السلطات المغربية طردَ الصحافي الهولندي زوبعة إعلامية كبيرة في بلاد "الطواحين"، وعلّقت وسائل إعلام على الواقعة بالقول إن "المغرب من بين الدول التي توجدُ بها حرية إعلام بشكل نسبي، لكن حرية الصحافة في المملكة تتعرض للخطر على نحو متزايد". وقبلَ حالة فان دير، تم طردُ عدد من الصحافيين الهولنديين من المغرب في السنوات الأخيرة، وفي نهاية سنة 2015، اضطر مراسل "الإذاعة 1" ريك غوفرد إلى مغادرة البلاد لسبب غير واضح. وفي الصيف الماضي، تعرَّض طاقم صحافي هولندي لمضايقات بعدما أرادَ تقديم قصة عن المغاربة الهولنديين الذين يقضون إجازة في الريف. وعبّرت الرابطة الهولندية للصحافيين (NVJ)، أمسِ الاثنين، في رسالة إلى وزير الشؤون الخارجية، ستيف بلوك، عن قلقها بشأن معاملة الصحافيين الهولنديين في المغرب. ووفقا لديباجة الرسالة، فقد اشتكى الصحافيون من ظروف العمل في المغرب ومن التضييق على حريتهم، "لأن المغرب يرفض إصدار تصاريح عمل للصحافيين الأجانب". وقالت هيئات حقوقية هولندية إن جيربيرت فان دير، "الذي كان يعمل لحسابه الخاص في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، قد أُلقي عليه القبض لأن السلطات المغربية ترفضُ تقديم تصريحات للصحافيين خلال اشتغالهم في شمال المملكة". وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بوزير الثقافة والاتصال المغربي، محمد الأعرج، من أجل معرفة موقف الحكومة من طلبات الاعتماد الصحافي للمراسلين الأجانب، لكن هاتفه ظلّ يرنُّ دون مجيب.