قامت السلطات المغربية بطرد الصحفي الهولندي "ريك كوفيرد/Rik Goverde" من المغرب، حيث تم توقيفه أمام وكالة بنكية بالرباط، يوم الاثنين 16 نونبر الجاري، لتقوم السلطات بترحيله عبر ميناء طجة المتوسطي الى خارج المغرب (الجزيرة الخضراء الاسبان)، بمبرر "وجود تعليمات". هذا و قالت مصادر جمعوية بالناظور لاريفينو ان الصحفي الهولندي كان يحقق في اخر ايامه بالمغرب عن هجرة الناظوريين الى اوربا عبر تركيا حيث ربط الاتصال فعلا بعدد من الفعاليات الجمعوية بالناظور و كان يستعد لزيارتها للقاء بهذه الفعاليات. و اضافت هذه المصادر ان الصحفي الهولندي كان ملحاحا بشكل غريب اثناء تحقيقه حول الناظوريين المهاجرين مما أثار ريبة بعض من اتصل بهم. وبررت وزارة الإتصال، بصفتها الجهة الحكومية المعنية عملية الطرد، في بلاغ رسمي، اذيع عبر وكالة الأنباء الرسمية (لاماب)، تقول أن "سلطات ولاية جهة الرباطسلاالقنيطرة قامت، مساء الاثنين، بترحيل مواطن يحمل الجنسية الهولندية، وذلك على اثر اقدامه بشكل متكرر، على خرق الضوابط القانونية المنظمة لعمل المراسلين الصحفيين الاجانب فوق التراب الوطني للمملكة، وذلك طبقا لمقتضيات القانون رقم 02 /03 المتعلق بدخول وإقامة الاجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير المشروعة". وأضاف البلاغ، أن "المعني بالأمر اعتاد على القيام بأعمال صحفية دون أن يكون مراسلا معتمدا من لدن السلطات الحكومية المختصة، حيث لا يتوفر على البطاقة المهنية الخاصة بالصحافة الاجنبية المعتمدة التي تسلمها وزارة الاتصال، وتخول لحاملها العمل بكيفية قانونية في المغرب". لتخلص السلطات في ردها، إلى أن "عملية الترحيل تم تنفيذها في احترام تام للمقتضيات القانونية والضوابط الادارية الجاري بها العمل في المملكة". صرح الصحافي الهولندي "ريك كوفيرد"، أن توقيفه كان بالقرب من باب الأحد بمدينة الرباط وأن شرطيا، بلباس مدني، ناداه باسمه وعندما استدار طلب منه ثلاث عناصر من الشرطة بلباس مدني وأخر بلباس رسمي مرافقتهم الى مفوضية حسان، حيث أخبر أنه سيرحل خارج التراب المغربي تنفيذا لتعليمات الوالي. واعتبر ريك ما روجته وكالة الأنباء الرسمية أنه "هراء"، وقد سبق له أن تقدم بطلبين لوزارة الاتصال نهاية 2013، بداية 2014، و يناير 2015، إلا أن طلباته لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم يتم التفاعل معها بأي شكل من الأشكال، وهو ما يوضح أن بطاقة الاعتماد التي تسلم من طرف وزارة الاتصال تبقى سيفا معلقا فوق رقاب الصحافيين الغير المرغوب فيهم. و كان حادث طرد الصحافي الهولندي محل تسائل شفهي بالبرلمان الهولندي حيث وجه يوم الثلاثاء 17 نونبر الجاري، البرلماني الهولندي، لودفيله آشبخ، سؤالا شفهيا، لنائب وزير الشؤون الإجتماعية والعمل، حول حيثيات طرد السلطات المغربية، للصحفي الهولندي الإستقصائي، ريك كوفيرد، من المغرب، يوم الاثنين 16 نونبر الجاري. و وعد المسؤول الحكومي الهولندي، إستفسار السلطات المغربية، حول أسباب طرد الصحفي الهولندي، ريك كوفيدر، من المغرب، وعن أسباب عدم تمكينه من الإعتماد، على الرغم من إقامته لسنتين في المغرب. تجدر الاشارة، ان الصحفي الهولندي، ريك كوفيرد، كان يشتغل في الإذاعة والتلفزيون الهولنديين، وموقع "ميدل إيست أي"، قبل أن يتفرغ لإعداد تحقيقات خارج هولندا، لحسابه الخاص (Freelancer)، من خلال الإقامة في المغرب، طيلة السنتين الماضيتين، وجاء للمغرب لإعداد تحقيق حول "الشباب المغربي المهاجر إلى تركيا، للحصول على جوازات سفر سورية مسروقة، للسفر إلى أوروبا.." لفائدة "الإذاعة الهولندية"، وموقع "ميدل إيست أي". قال الصحافي الهولندي ريك كوفيرد، المبعد من المغرب يوم الإثنين 16 نونبر الجاري، إن العامين التي قضاها بالمغرب جعلته يكتشف أن المغاربة شعب طيب يزاوج بين الاعتزاز بثقافته ووطنه ورعبه من السلطة التي تحكم قبضتها على البلاد مضيفا ان اقامته بالمغرب، علمته كذلك أن البلد خاضع لعدد من القواعد، بعضها مكتوب وبعضها غير مكتوب، وأن لا أحد يمكنه التكهن بسلوك السلطة في علاقتها بقضية ما أو شخص ما ومتى يتم اللجوء الى القاعدة المكتوبة أو الى إعمال المزاج في تدبير شؤون الناس.