أكدت الندوة المغاربية، التي نظمت بمراكش احتفاء بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد المغاربي، أن الغياب الفعلي لاتحاد المغرب العربي جرّد المنطقة من إمكانية الاستفادة الجماعية من الطاقات والقدرات كإحداث سوق مشتركة. ودعت هذه الندوة إلى ضرورة تشبيب هياكل الاتحاد ودعمه بكفاءات وقدرات بشرية منفتحة على الواقع المعاصر، من أجل الانخراط في الدينامية الإفريقية من موقع مغاربي أقوى، مؤكدة على أهمية خيار اللامركزية في دعم الاندماج المغاربي. وأوصى هذا الملتقى العلمي باستثمار التاريخ الأمازيغي لإرساء هوية مشتركة لمغرب كبير موحد، وتفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي، وتوفير الإمكانات اللازمة لاشتغالها، وإعادة النظر في الاتفاقية المُؤسِّسة للاتحاد، ومراجعة المنظومة القانونية المؤطرة لهياكله ومؤسساته، بما يسهّل مراحل الاندماج المغاربي، وتقوية أواصر العلاقة والتواصل مع الفاعلين في المجتمع المدني داخل الأقطار المغاربية الخمسة. وحث المشاركون في هذه الندوة على تعزيز وتفعيل البعد المغاربي في الدساتير المغاربية، وإزالة الحواجز البين - تجارية، وبناء شراكات تكاملية في الصناعات، وفتح الحدود، وتجاوز المعيقات السياسية لتعزيز الاقتصاد والأمن بالمنطقة، من خلال إرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان كآليات أساسية لتقوية البناء المغاربي. وجاء ضمن التوصيات أيضا ترسيخ الفكرة المغاربية عبر وسائل التنشئة الاجتماعية (المدرسة، الأسرة، الإعلام..)، وتنمية الوعي بالمواطنة المغاربية في أوساط الشباب، وربط الدول المغاربية بشبكات طرق سيارة، واستثمار الوثائق التاريخية كعنصر لتعميق أواصر الوحدة المغاربية، وإحداث مرصد مغاربي يعنى بالذاكرة المغاربية المشتركة. يذكر أن هذه الندوة نظمت من طرف منظمة العمل المغاربي، بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل، حول موضوع: "ثلاثون سنة على قيام الاتحاد المغاربي.. الرهان والتحديات". يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية عرفت حضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وشارك في جلساتها الأربع باحثون من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا.